من المسئول عن الشباب والرياضة !!
بقلم: رياضي قديم
إن صانع دستور دولة الكويت له نظره ثاقبة وبعد نظر وطني مهم في خلق وصناعة أجيال لتكون عماد هذا الوطن وسنداً لهذه الأرض الطيبة.
وبرز هذا البعد في الاهتمام بالشباب وإعدادهم وتأهيلهم من مختلف الجوانب الصحية والبدنية والنفسية والعلمية حتى يكونوا مؤهلين لإعلاء شأن الكويت، وهذا ما نصت عليه المادة (١٠) من الدستور الكويتي، ولدعم هذه الغاية فقد تم إصدار مرسوم إنشاء الأندية الرياضية لتكون الحاضنة الخصبة لرعاية شباب هذا الوطن.
ووجب على المؤسسات التي أنشأت لتحقيق هذه الأهداف أن تكمل المسيرة وتوفر السبل والكفاءات التي تساندها في ذلك، وليس العمل على هدم ما تم بنائه كما تسعى اليه الهيئة العامة للرياضة في توجهها الحالي في إلغاء العديد من الألعاب الرياضية، والإبقاء على عدد الجماعية (كرة القدم – كرة اليد – كرة السلة – كرة الطائرة – بالإضافة إلى السباحة وألعاب القوى) وهنا تطرح التساؤلات…ما الغاية من ذلك؟ ما الأهداف المرجوة التي يسعى إليها أصحاب من الألعاب هذه التوجهات.
ألم يفكر أصحاب هذا التوجه بأعداد اللاعبين الذين سوف يطردون من الأندية لعدم وجود الرياضات التي برعوا فيها وحققوا مراكز متقدمة…هؤلاء اللاعبين ما مصيرهم؟
ولنسال رأس الهرم الذي يرعى الشباب، ألا وهو معالي وزير الإعلام ووزير الدولة لشئون الشباب، ما الهدف من هدم هذه الصروح التي رعت أبنائها الشباب واهتمت بصحتهم، وحمتهم من التسكع في الشوارع والمولات وأبعادهم عن مرافقة أصدقاء السوء وحمتهم من تعاطي المخدرات، ووجهت أفكارهم لما فيه مصلحة الوطن وعدم مجارات التيارات السياسية والدينية المتطرفة.
هل بادر بالسؤال عن عدد اللاعبين الذين سوف يتم تسريحهم ومنعهم من ممارسة رياضاتهم في الأندية الرياضية.
إن العدد يوازي (15,000) ألف لاعب مسجلين في الأندية وإن اعتقدنا أن هذا الرقم تقريبي.
فهل هذا الرقم ليس له أهمية بنظر الذين يريدون توجيه الأنظار لهم ويكونوا محور لوسائل الإعلام، ويرغبون في تسليط الضوء على مسرحيتهم الهزلية المدمرة.
إن تطوير الرياضة ليس بهذا الفكر المدمر الماكر المخادع الذي يحمل أبعاد سياسية هدامة وغاية تجارية مربحة للتجار الفاسدين.
إن التفكير العقلاني والتفكير العلمي الصحيح المبني على ركائز متينة تنمي وتطور المستوى الرياضي ووضع خطط مستقبلية هي من تحقق تطوير الرياضة في كويتنا الحبيبة.
إن التخطيط السليم يعتمد على معطيات وأسس منها:
– الاستعانة بالخبرات لإعداد الخطط المستقبلية قابلة للتحقيق.
– الاستعانة بالكفاءات المتخصصة لتنفيذ هذه الخطط ومتابعتها وتقييمها وفق ما تحققه من نتائج.
– زيادة الدعم المالي للأندية للقيام بمهامها على الوجه الصحيح.
– إنشاء جهاز رقابي للمحاسبة والتدقيق على الأندية ومتابعة تنفيذ خططها المعتمدة من الهيئة العامة للرياضة واللجنة الأولمبية الكويتية.
– إنشاء مركز قياس وتقويم لخدمة الرياضيين بالاستعانة بالكفاءات المحلية والخارجية.
– إنشاء وتجهيز مستشفى طب رياضي متخصص في تشخيص وعلاج الرياضيين والعلاج الطبيعي والتأهيل الرياضي وفق الأساليب الطبية الصحيحة وتحت إشراف طبي وفني من أطباء وأخصائيين وعيادات مزودة بالأجهزة الطبية الحديثة.
– تفعيل التفرغات الرياضية وجعلها ملزمة للهيئات والمؤسسات التي يعمل بها الرياضيين.
– الاهتمام بوضع الأسس الصحيحة لتطبيق الاحتراف الكلي للرياضيين.
– صيانة المنشآت الرياضية المتهالكة.
– وضع الأسس العلمية الصحيحة لرعاية البطل الأولمبي.
إن الرياضة مهمة في البلاد المتطورة والمتحضرة لما لها والمحافظة عليها من جميع الآفات.
كما أن إعلاء شأن البلاد ورفع علمها في المحافل الرياضية الدولية غاية يسعى إليها البلاد المتحضرة.
وختاماً فإننا نرجو من معالي الوزير فكرة تمزيق الأندية الرياضية الكويتية والنظر بعين الاعتبار الى تطويرها وتقوية بنائها
إن هدف بعض مسئولي هيئة الرياضة دعوة الأندية لأخذ موافقتهم وتأييدهم على تنفيذ هذه الخطة المدمرة وذلك تحت التهديد بالتضييق على أنديتهم وعرقلة طلباتهم من الهيئة مما يجعل البعض ينصاع لهذه الفكرة، وإن كنا على يقين بأن أغلبية الأندية غير راغبة وغير مؤيدة لمثل هذا الفكر.
مما تقدم، وحرصاً منا على العمل وفق نهج سليم، وحفاظاً على شباب هذا الوطن وتقديراً لما للرياضة من دور في بناء الشعوب والمجتمعات، فإننا ندعوكم لإلغاء مثل هذه الأفكار التي من شأنها التدمير لأ التعمير … والسعي لإصلاح الكيان الرياضي والدعوة لمعالجة المعوقات التي تحول دون تطوير المجال الرياضي والاعتماد على ذو الخبرة الساعين لمصلحة الشباب والوطن.