(كاظمة و الجهراء وتيماء ومسألة الأسماء)
تطرقت كثيراً في كتبي إلى كل من مواضع كاظمة و الجهراء و تيماء وبينت أقوال الأقدمين و المعاصرين لهذه المواضع وفصلت بشأنها تفصيلاً طويلاً يمكن لكل من أراد التمعن في تلك التفاصيل القراءة فيها .
امتدحت عبر تطبيق التويتر التوجه بإعادة إحياء اسم كاظمة أي بدلاً من الإبقاء على موضع بري لا سكن فيه واستعماله على منطقة سكنية إلا أن البعض سجلوا اعتراضهم على اطلاق اسم كاظمة على منطقة شرق تيماء معللين لسبب مفاده الاختلاف بين الجغرافيتين ( كاظمة و الجهراء ) ومنهم رابطة الأدباء التي أصدرت في ذلك بياناً .
ولي بأن أذكر و أقتبس أقوال مؤرخينا المعاصرين حول كاظمة و الجهراء.
من حيث الأقدمية فإن كل من هذه المسميات قديمة قبل تأسيس مدينة الكويت كتسلسل زمني ، فكاظمة ذكرت منذ انتقال ذرية نبينا إسماعيل عليه السلام ، و الجهراء منذ فترة الجاهلية ، وقد اعتبر كلاً من محمد النبهاني وأحمد البشر الرومي وسيف مرزوق الشملان وراشد الفرحان ((الجهراء)) جزءً من ((كاظمة))، قال المؤرخ محمد النبهاني : ” أن الجهرة هي كاظمة أو جزء منها… كانت الجهرة قبل الإسلام بلدة عامرة و آهلة بالسكان لأنها كما قلنا جزءا من كاظمة ” ، وقال المؤرخ أحمد البشر الرومي : أنا أعتقد أن الجهراء هي التي كانت تدعى كاظمة قديماً .. ثم قال : اسم كاظمة الذي أظن أنه كان يشمل كل تلك المنطقة بمافيها الجهراء” ، المؤرخ سيف مرزوق الشملان قال : ” الجهراء قديمة و الظاهر أنها هي مورد كاظمة حيث أن إسم كاظمة يشمل الجهراء و ماحولها ” ، وقال المؤرخ راشد الفرحان : ” اسم كاظمة الشهيرة في الماضي كان يشمل تلك المناطق المحيطة بها الآن وبالأخص الجهرى لقربها واتصالها بها طبيعياً ” ، هذه أقوال مؤرخين من الكويت كتبوها قبل استقلال الكويت وحتى بعده مثل المؤرخ حمد السعيدان الذي قال : ” كانت عاصمة كاظمة المعروفة في التاريخ الإسلامي ” ،وحول منطقة شرق تيماء المراد استبادلها فقد اشتقت من تيماء والتي كانت تطلق على الجهراء قديماً وفقاً لأبيات الشعر القديمة وباتفاق مؤسسيها حتى الدكتورخليفة الوقيان أكد على هذه المعلومة في كتابه الثقافة في الكويت والذي حاز عليه جائزة الدولة التشجيعية ، والمفاجأة الأكبر في الموضوع برمته أنني أيدت الخبر الذي تناقلته لنا الصحف الورقية و الالكترونية ولكن اتضح لي فيما بعد أن موقع مجلس الوزراء الرسمي عندما نشر بيانه الأسبوعي لم يذكر المقترح بالصورة التي تناقلتها لنا الصحف إذ نص على تحويل شرق تيماء إلى الدانة ولم يذكر كاظمة؟ الأمر الذي يزيل معه سبب حديثنا برمته ونكون قد دخلنا في حوار على واقعة لم تحدث أساساً.
خالد طعمة
مؤرخ
