لقد مرت الكويت بمراحل عديدة تطور بموجبها التقسيم الإداري الخاص بها ، ففي بداية نشأة الكويت كانت تنقسم مدينتها الأساسية التي استمد إسم الدولة منه إلى أحياء وخارج المدينة الأساسية إلى قرى وجزر .
كانت مدينة الكويت مقسمة على أحياء سكنية كبيرة بمثابة المناطق هي حي الوسط و حي قبلة و حي و حي المرقاب ، وهذه المناطق لم تكن مثل مناطقنا اليوم تنقسم إلى أرقام قطع بل إلى (فرجان)مسماة بأسماء قاطينيها على الأغلب الأعم مثل فريج الشيوخ أي حي الشيوخ وحكام الكويت ، وهناك غيرها تسمى على أسماء أشخاص مثل فريج هلال نسبة لهلال فجحان المطيري ، أما القرى التي كانت خارج مدينة الكويت نذكر بعضاً منها مثل : قرية الجهراء ، قرية الفحيحيل ، الفنطاس ، الشعيبة ، المقوع ، حولي ، و الدمنة ، ومن الجزر المأهولة جزيرة فيلكا و جزيرة أم النمل ، ومن الجدير بالذكر أن بادية الكويت كانت أيضاً مأهولة بالقبائل ولكنها لم تتخذ لها تقسيماً نظامياً كالذي تم إتباعه على المدينة و القرى بل كان عليها أمير مسؤول عنها وله معاونين يعينونه على إدارة شئونها وهذه البادية كانت لها أسماء خاصة بمواضعها المختلفة .
أوكل حكام الكويت مهمة الإدارة و المسؤولية للقرى و الجزر والبادية إلى أمراء معينين من قبل الحاكم حتى يتم تيسير وتسهيل مختلف المسائل المتعلقةبها.
وبعد أن تم اكتشاف و من ثم تصدير النفط في الكويت أخذت تتطور رويداً رويداً حتى تطور معها نظام التقسيم الإداري فأنتقل قاطني الأحياء القديمة داخل المدينة إلى المناطق الجديدة خارجها والتي مع ازديادها تم تقسيمها إلى محافظات بعد الاستقلال ، وكانت الكويت في أول الأمر مقسمة إلى المحافظات التالية هي محافظة العاصمة ، محافظة حولي ، و محافظة الأحمدي ، و في عقد السبعينات من القرن الماضي أضيفت محافظة رابعة هي محافظة الجهراء ، ثم أضيفت محافظة الفروانية في عقد الثمانينات ، و أخيراً محافظة مبارك الكبير في عقد التسعينات من القرن الماضي .
هذه المحافظات يتولاها محافظون ومناطقها يتولاها مختارون تسهيلاً لإدارة شئونها الخاصة بالتعاون مع الجهات المعنية في وزارات ومؤسسات الدولة الحديثة اليوم ، هكذا تطور وتغير نظام التقسيم الإداري للكويت والذي تواكب مع متطلبات الحياة اليوم والذي اختلف عن الماضي فأصبحت الحاجات متغيرة ومتطورة ففي الماضي كانت المنازل تبنى بمواد بدائية مقارنة بمواد بناء اليوم وكذلك الخدمات التي يحتاج إليها قاطينيها و التي كانت منحصرة على حاجات بسيطة أصبحت اليوم كثيرة من توفير مياه وكهرباء وصرف صحي وطرق معبدة ، علاوة على تكبد الدولة مهمة توفير المساكن إلى الكويتيين، وخير مانختم به مقالنا قوله تعالى في سورة البقرة : (( رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا بَلَدًا آمِنًا))
خالد طعمة
