ضربة نوعية جديدة للقوات الروسية.. انفجارات تهزّ «القرم» وتعرقل الإمداد

تعرضت القوات الروسية التي تغزو أوكرانيا إلى ضربة قوية جديدة، اصابت مستودع ذخيرة بشبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا، وأدت إلى عرقلة خطوط السكك الحديدية، في المنطقة التي تستخدمها موسكو كنقطة انطلاق في حربها بأوكرانيا، وذلك بعد اسبوع من ضربة استهدفت قاعدة جوية روسية في مدينة نوفوفيدوريفكا تسببت بأضرار جسيمة وتدمير عدة طائرات روسية.

وأكد كبير ممثلي موسكو في المنطقة سيرغي أكسيونوف إصابة شخصين وتوقف حركة السكك الحديدية وإجلاء نحو ألفي شخص من قرية قريبة من المستودع العسكري. ونقلت وكالة الأنباء الحكومية تاس عن وزارة الدفاع الروسية قولها إن البنية التحتية المدنية، ومنها محطة للطاقة الكهربائية، تضررت. واعتبرت الوزارة أن الانفجارات نجمت عن «أعمال تخريب».

وشبه جزيرة القرم الواقعة على البحر الأسود، التي استولت عليها روسيا وضمتها من أوكرانيا عام 2014 في خطوة لم تعترف بها معظم الدول، هي قاعدة الأسطول الروسي في البحر الأسود وتشتهر بأنها منتجع لقضاء العطلات في الصيف.

وأظهرت لقطات بثها التلفزيون الرسمي الروسي اشتعال النيران في محطة كهرباء فرعية بالقرب من بلدة جانكوي أمس، كما بث التلفزيون لقطات انفجارات كبيرة قالت السلطات إنها نتيجة تفجير الذخيرة.

وقالت وكالة الإعلام الروسية إن سبعة قطارات ركاب تأخرت وإنه تم تعليق حركة السكك الحديدية على جزء من الخط في شمال شبه جزيرة القرم. وقد يؤدي ذلك إلى عرقلة قدرتها على دعم القوات في أوكرانيا بالعتاد العسكري.وألمحت أوكرانيا إلى ضلوعها في الانفجارات، وهو إن صح يظهر تطور قدرتها على الضرب في العمق الروسي بفضل الأسلحة الغربية التي تحصل عليها كييف من حلفائها في اوروبا والولايات المتحدة، مما قد يغير من مسار الحرب المستمرة منذ ستة أشهر.

ورغم عدم تأكيد كييف أو نفيها رسميا مسؤوليتها عن الانفجارات، رحب مسؤولوها صراحة بالحوادث في المنطقة التي كانت حتى الأسبوع الماضي آمنة تحت سيطرة موسكو وخارج نطاق الهجمات.

وكتب ميخايلو بودولاك، مستشار الرئيس الأوكراني، بعد التقارير الواردة من مايسكوي «نذكر بأن شبه جزيرة القرم كبلد طبيعي مرتبطة بالبحر الأسود والجبال والترفيه والسياحة، لكن شبه جزيرة القرم التي يحتلها الروس مرتبطة بانفجار المستودعات وزيادة خطر تعرض الغزاة واللصوص للموت».

مع استمرار الحرب منذ 24 فبراير، انصب الاهتمام أيضا في الأيام الأخيرة على القصف بالقرب من محطة زابوريجيا للطاقة النووية في جنوب أوكرانيا. وألقى الجانبان باللوم على بعضهما البعض فيما يتعلق بالمخاطر التي تتعرض لها أكبر منشأة نووية في أوروبا، والتي استولت عليها روسيا على الرغم من قيام الفنيين الأوكرانيين بتشغيلها.

من جهته، اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين واشنطن بمحاولة «إطالة أمد» الصراع في أوكرانيا من خلال دعم حكومة الرئيس فولوديمير زيلينسكي. وقال بوتين في مؤتمر أمني بموسكو إن واشنطن تريد أيضا توسيع «نظام يشبه حلف شمال الأطلسي» في منطقة آسيا والمحيط الهادئ بعدما قامت «باستفزاز مخطط له بدقة» من خلال زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إلى تايوان هذا الشهر.

وقال بوتين في تصريحات متلفزة «يظهر الوضع في أوكرانيا بأن الولايات المتحدة تحاول إطالة أمد هذا النزاع. ويتصرفون بالطريقة ذاتها إذ يثيرون احتمال اندلاع نزاعات في آسيا وإفريقيا وأميركا اللاتينية».

وفي تصريحات أدلى بها أثناء المؤتمر، أكد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو بأن بلاده لا تنوي استخدام الأسلحة النووية في أوكرانيا.

وقال «من وجهة نظر عسكرية، لا حاجة لاستخدام الأسلحة النووية في أوكرانيا من أجل تحقيق مجموعة أهداف».

وأضاف أن «الهدف الرئيسي للأسلحة النووية الروسية هو ردع هجوم نووي».

وحتى مع استمرار أكبر هجوم على دولة أوروبية منذ عام 1945، جرى إحراز تقدم في الوصول إلى اتفاق بشأن الحبوب لتخفيف أزمة الغذاء العالمية التي سببها الغزو الروسي.

فقد غادرت السفينة بريف كوماندر ميناء بيفديني الأوكراني حاملة أول شحنة من المساعدات الغذائية الإنسانية الممولة من قبل الأمم المتحدة، متجهة إلى أفريقيا.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.