قرعت دماء العنف والاعتداء على النفس المتزايدة بصورة ملحوظة أخيرا اجراس الخطر، وجاء العثور على 4 جثث اول من امس (يشتبه بتعرضها للعنف وازهاق الروح) بمنزلة جرس انذار.
ورغم جهود وزارة الداخلية للتصدي لمظاهر العنف والسلوك العدواني، لا تزال هذه الحوادث تتواصل، بسبب تعاطي المخدرات وضعف الرقابة الاسرية، اضافة الى ادمان الشباب والمراهقين الألعاب الالكترونية التي تشجع على جرائم العنف والسلوك العدواني.
وكشفت احصائية النيابة العامة الصادرة عن وزارة العدل عن 964 قضية قتل واعتداء على النفس «واردة إلى النيابة» في 2022، تنوعت بين ازهاق الارواح والضرب المفضي للموت والشروع في القتل والمشاجرات الدامية التي اسفرت عن اصابات خطيرة وعاهات مستديمة وغيرها.
وأكدت مصادر قانونية لـ القبس ان معدلات قضايا العنف والقتل والاعتداء على النفس ارتفعت في المحاكم بشتى انواعها، وتتراوح أعمار المتهمين بين 15 و50 عاماً في أغلب هذه القضايا.
واكدت ان هذه الظاهرة تحتاج وقفة جادة وحازمة من جميع الجهات الحكومية للحد من هذه الظاهرة، حيث تنظر المحاكم كل عام جرائم بشعة ومؤسفة، والعامل المشترك بين هذه القضايا هو تعاطي المخدرات والمؤثرات العقلية التي تسببت في تضاعف الجرائم.
طلال العلي: إهمال المعالجة سيفاقم الجرائم في السنوات المقبلة
توقع اختصاصي علم النفس الجنائي د. طلال العلي تزايد جرائم القتل والسلوك العدواني في السنوات القادمة، لان الجهات الحكومية تعالج هذه الظواهر بطرق غير علمية.
وبين لـ القبس انه في عام 2015 تم تشكيل لجنة لدراسة ظاهرة العنف في المجتمع الكويتي، ضمت في عضويتها 16 دكتورا من جامعة الكويت وهيئة التطبيقي من مختلف التخصصات، اضافة الى مسؤولين من وزارات الداخلية والصحة والتربية والعدل.
وأضاف: كان من أهم ما توصلنا إليه أن هناك ضعفا شديدا في العملية التعليمية، سواء من حيث المادة العلمية او القيم التي يتم غرسها في الطلبة، وهذا يؤدي الى خلق جيل سطحي غير ناضج وبالتالي من السهل أن ينحرف.
وزاد وجدنا أن الكثير من القوانين الجنائية لا تتناسب مع التغيرات الحاصلة، وانها جزء من المشكلة لا الحل، كما أن قوانين الأسرة وبالذات المتعلقة بحضانة الأطفال غير صالحة، حيث تسبب قطع علاقة الاب بأبنائه وبالتالي جعلهم عرضة للأمراض النفسية والانحراف.
وأشار العلي الى ان عدم وجود انشطة يستغل الفرد فيها وقته ويطور من نفسه هي جزء من المشكلة، حيث ان الكثير من الاشخاص هم بطالة مقنعة، وهذا أسوأ ما يمكن أن يحصل لانسان، لأن البشر بحاجة للعمل وبحاجة لان يسهموا في المجتمع ليشعروا بالرضا عن أنفسهم.
وتطرق إلى جملة أسباب أخرى أبرزها انتشار الاضطرابات النفسية بسبب إدمان المخدرات، ورفض المجتمع التعامل مع هذه الظواهر بصدق وبحسب المنهج العلمي إضافة إلى المشكلات الاجتماعية الاخرى.
صالح الغانم: القضاء على تفشي المخدرات سيحد من جرائم القتل
شرعياً، اعتبر الداعية صالح الغانم أن إزهاق النفوس البريئة من كبائر الذنوب التي توعد الله مرتكبها بالعقوبة العظيمة.
واوضح الغانم لـ القبس ان شفاء الغيظ من الخصوم بقتلهم لا يصدر عن مؤمن يعلم شناعة هذا الجرم وعظم العقوبة التي تطاله يوم القيامة، ولعل من أعظم أسباب الجرأة على هذه الجريمة ضعف الإيمان بالله واليوم الآخر، والأمر الآخر تفشي المخدرات المغيبة للعقل والإدراك، وجزاء القاتل القتل قصاصا كما قال تعالى «ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب».
وشدد على أن القضاء على ظاهرة تفشي المخدرات يسهم بشكل كبير في الحد من هذه الظاهرة المقيتة.
أهم أسباب انتشار الجرائم:
01 تعاطي المخدرات والمؤثرات العقلية
02 انتشار الأسلحة البيضاء وسهولة اقتنائها
03 تفشي العنف عبر وسائل التواصل الاجتماعي
04 الألعاب الإلكترونية التي تشجع على العنف
05 ضعف الرقابة الأسرية على الأبناء
06 الطلاق والتفكك الأسري
07 أصدقاء السوء ونقص وسائل الترفيه
قضايا متزايدة أمام المحاكم:
• الضرب المفضي للموت
• الشروع في القتل
• المشاجرات الدامية
