يمر المرء في حياته بمشاهدات على أرض الواقع، يأخذ منها العبرة والعظة ولعلها أن تكون نقطة تحول في حياته لأثرها عليه.
ومن هذه ما صادفته برحلاتي أو بعلاقاتي: –
١- ما رأيته في اندونيسيا بعد أحداث تسونامي:
فقد دخلت مسجد فاذا قبلته للصلاة لغير قبلة المحراب، فلما سألت فكانت الإجابة بأن الزلزال حرَك الجزيرة بكاملها فتغير اتجاه القبلة، فقلت ما أعظم قدرة الخالق سبحانه.
– وتجلت كذلك قدرته حيث رأيت سفينة كبيرة بطول ما يقارب خمسين متراً في وسط المدينة فإذا هي قد جرفها فيضان الماء خمسة كيلو متر باليابسة ولم يستطيعوا أن يرجعوها فتركوها كالمتحف للناس وكأنهم يقولون انظروا لقدرة الله وعظمته وتأملت بقوله تعالى ” الذي خلق سبع سماوات طباقا ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت فارجع البصر هل ترى من فطور”.
٢- ومما صادفني في عملي الخيري حين كلمتني أحد المتبرعات لبناء مسجد في شرق أوروبا فلما انتهينا منه للافتتاح فاذا هي تذهب وابنائها وزوجها لافتتاحه ليكون هذا المسجد اهداء منها لزوجها ليكون أجراً دائماً له.
فعن أي معنى نتكلم بترجمان عملي: أهو الحب أم الوفاء أم العلاقة، وما أجمل قول الشافعي رحمه الله ” الحر من راعى وداد لحظة وانتمى لمن أفاده لفظة”
٣- مشاهدة أخرى لمشروعنا في بريطانيا وهو “مركز المهتديات” تفرح حين ترى امرأة غير مسلمة تحرص على الانتماء لهذا المركز ومن ثم تتأثر وتهتدي وتسلم لما لمسته من رحمة وتعامل من أخواتها المسلمات اللواتي يديرون المشروع، بل وتحدثني القائمة على المركز بأنها ترى أثر عملها وبركته على أبنائها وأسرتها فتغمرها سعادة قلبية لا توصف.
• أخيراً رغم مآسي المسلمين في شتى الأنحاء إلا إننا لدينا أمل كبير بأن الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً فطوبى للغرباء، كما بشرنا حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم، كيف لا وانا أرى في كل بقعة من بقاع الأرض آثار الأعمال الخيرية بترجمان عملي
نعم الأمل بالله كبير وسلواننا في ذلك أن ما نعمله من خير يبقى في ميزان الحسنات حتى وإن لم تجد أثره العاجل فستجده بالآجل.
نسأل الله التوفيق والسداد لنصرة هذه الأمة، وكل على ثغره ينصر هذا الدين.
