استغرق الأمر تسع سنوات من العمل، ستّ منها بحث في الأرشيف، لإنتاج مسلسل “أتلانتيك كروسينغ” الذي يروي قصة رومنسية غير معروفة بين الأميرة النروجية مارثا والرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت، وعُرض هذا الأسبوع ضمن مهرجان كان للمسلسلات.

وقال المخرج النروجي لهذا المسلسل ألكسندر إيك لوكالة فرانس برس إن “إجراءات البحث كانت متقنة وصعبة جداً بسبب وجود القليل من الكتابات عن الأميرة مارثا”.
واشترت هذا العمل الذي استفاد من أعلى ميزانية مخصصة لمسلسل على الإطلاق في الدول الاسكندنافية، 12 دولة من بينها الولايات المتحدة وفرنسا. وسيُعرض الثلاثاء على التلفزيون النروجي العام “إن آر كيه”.
ويؤدي الممثل الأمريكي كايل ماكلاكلن دور فرانكلين روزفلت في هذا المسلسل المؤلف من ثماني حلقات تم تصويرها في جمهورية التشيك.
وقال الممثل في حوار عُرضَ خلال المهرجان إنه واجه “الكثير من الصعوبات” في تأديته هذا الدور، خاصة لجهة التحوّل إلى شكل يشبه روزفلت الذي أصيب بالشلل وكانت رجلاه نحيلتين. وكان عليه أن يضع عدسات ملونة وطرفاً اصطناعياً لتغيير شكل فمه، استخدمه كذلك في مسسلسل “توين بيكس” الأمريكي.
وتؤدي الممثلة السويدية صوفيا هيلين التي شاركت في مسلسل “ذي بريدج” (الجسر) دور الأميرة مارثا. ومع وتيرته المحمومة ومشاهده الحربية التي تستحق الموازنات الضخمة وطاقمه المقنع بأدائه وقصته الرومنسية، يفترض أن يحظى مسلسل “أتلانتيك كروسينغ” بنسبة مشاهدة عالية.
وهناك احتمال أن يصوّر موسم ثان من المسلسل. وقال المخرج ممازحا “ناقشنا إمكان استمرار القصة وأعتقد أن ذلك ممكن، لكنني لن أمضي تسع سنوات أخرى في العمل على ذلك!”.
قصة المسلسل
بالنسبة إلى ألكسندر إيك، بدأ كل شيء بمقال صحافي تكهن بوجود علاقة بين الرئيس روزفلت والأميرة مارثا، السويدية التي أصبحت ولية العهد النروجية بزواجها الأمير أولاف، عندما كانت في المنفى لمدة خمس سنوات في الولايات المتحدة في خضم الحرب العالمية الثانية.
وقال المخرج: “تركت الأميرة انطباعاً قوياً على الرئيس فوقع في غرامها، وهي أدركت أن لها تأثيراً على الشخص الوحيد الذي يمكنه مساعدتهم في هذه الحرب واستخدمت هذا التأثير. ويعطي هذا المسلسل لمحة عن طريقة تعاملها مع هذا المشهد العاطفي المعقد للغاية”.
وبهدف إجراء هذا البحث، تعاون المخرج مع كاتبة السيناريو ليندا ماي كاليستين التي تملك خبرة واسعة في البحث في الأرشيف. وبعد تحقيق مكثف، وجدا رسائل وصحفاً ومجموعات خاصة ورسمية، كما تحدثا إلى أشخاص كانوا على دراية بتلك العلاقة ولا سيما أحفاد روزفلت.