عثمان الفيلكاوي يكتب “انصر الظالم والمظلوم”

انصر (الظالم !!!!! ) والمظلوم .

 

عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا <<

إن نصرك للمظلوم خلق متعارف عليه ولا يختلف عليها اثنان فالإنسان يتعرض للظلم من نواحي عديدة في الحياة ، فإن تعرض الفرد للظلم وكان الظلم قاسياً مثل قتل او اغتصاب او انتهاك للحقوق الخ ، نرى القريبين منه يتهافتون ويقفون في صف هذا المظلوم بمساندته سواءً بكلمة طيبة أو فعلًا ما ، فهذا ما جبلنا وتربينا عليه .

إن الأجدر والأهم بمنطوق الحديث النبوي الشريف هو نصرة (( الظالم )) ، قد عرف وفُهم إن المظلوم يجب نصرته والوقوف في صفة لكن كيف بنا أن ننصر الظالم !؟ . المقصود هنا في الحديث الشريف هو ان نقف في وجه هذا الظالم ونصحه وحجزه للكف عن الظلم و لمنعه من ارتكاب هذا الاثم الذي سيتسبب به الفساد في أخلاق الأمة وتفشي الظلم فيها والذي مصيره العقاب في الأخرة . فمن الناحية الإسلامية “إن نَصرت” اي أوقفت هذا الظلم أُجِرت عند الله وباذن الله ابعدتهُ عن ظلمات يوم القيامه ، فقد قال الله تعالى في محكم كتابه (( قَالَ أَمَّا مَن ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَىٰ رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُّكْرًا)) الكهف (87) .

من أفعال الجاهلية السيئه التي يتبعها الناس في أيامنا هذه هي الوقوف مع الظالم ودعمه سواءً كانت من الناحية القومية او القبلية او الروابط العائلية فالفرد ينصر قريبه ولو كان ظالمًا ، فكم سمعنا بأفراد يتناصرون لمسؤول ما أو لشخص ظالمًا لمصلحة شخصية او قبلية على حساب المظلوم وهذا من واقعنا المر الذي نعيشه ولا يمت للقيم الأخلاقية الإسلامية بصلة ، فالإسلام جاء ليتمم مكارم الأخلاق ويمنع الظالم ليستقيم مع القيم الأخلاقية الإسلامية والإنسانية ، فإن وقفنا في وجه الظالم سواءً كان قريبًا او بعيدًا صلح حال الأمة وتطورت وارتقت .
الأخذ بهذه القيم التربوية الإسلامية التي درسها لنا الرسول صلى الله عليه وسلم مهمة وواجبة ، فتدريسها في مناهجنا المدرسية منذ الصغر واجب لإظهار مجتمع وجيل يتعامل برقي يخاف الله في هذه الأمة المظلومة المسكينة .

 

بقلم عثمان الفيلكاوي

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.