أسفر الزلزال القوي الذي ضرب منطقة فوكوشيما اليابانية عن مقتل أربعة أشخاص على الأقل وإصابة أكثر من 212 آخرين، وفق ما أوردته هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية (إن إتش كيه) امس، وأصدرت السلطات تحذيرا من المزيد من الزلازل المحتملة في الأيام القادمة.
وتضم المنطقة محطة فوكوشيما دايتشي للطاقة النووية التي انهارت بعد أمواج مد (سونامي) في عام 2011، وهو الحدث الذي لا يزال يشكل عبئا على اليابان وترك الكثير من المنطقة المحيطة مهجورة حتى الآن.
وسجلت هزات ارتدادية صغيرة طوال ليل امس الأول، كما صدرت تعليمات لسكان مناطق معينة بالتوجه إلى الملاجئ.
وذكرت الهيئة أن الزلزال الذي بلغت قوته 7.4 درجات على مقياس ريختر وقع قبالة ساحل المحيط الهادئ الياباني، وحذر مسؤول بوكالة الأرصاد الجوية في مؤتمر صحافي من احتمال حدوث زلازل بنفس الحجم في المناطق المنكوبة خلال الأسبوع المقبل.
من جهته، قال رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا «رجاء تابعوا الأخبار المرتبطة بالزلزال، وابتعدوا عن الساحل واتخذوا الإجراءات لحماية أنفسكم».
ولم ترد تقارير عن مشاكل في أي منشأة للطاقة النووية هذه المرة لكن السلطات قالت إن إنذار حريق انطلق في مبنى للتوربينات بالمنشأة التي تضررت عام 2011.
وأدى الزلزال العنيف إلى انقطاع الكهرباء والمياه عن آلاف المنازل وأجبر المصانع على تعليق عملياتها ما يزيد من الصعوبات التي تواجه مصنعي الهواتف الذكية والإلكترونيات والسيارات بأنحاء العالم.
وانقطعت الكهرباء عن أكثر من 2.2 مليون منزل بشكل مؤقت بما في ذلك نحو 700 ألف في طوكيو، وانكسرت بعض مواسير المياه ما دفع رئيس الوزراء فوميو كيشيدا إلى أن يطلب من الجيش المساعدة في إمداد مياه الشرب.
ودمر الزلزال الذي كانت مدته طويلة على نحو استثنائي المباني والأضرحة والطرقات. وانهار أكثر من 20 شاهد قبر في معبد في مدينة ميناميسوما بما في ذلك تلك التي تعود لضحايا الزلزال وموجات المد العاتية سونامي اللذين وقعا في 2011.
وفي مدينة سينداي (شمال شرق)، انهار قسم من جدار في موقع قصر أوبا التاريخية.
ويمثل الزلزال الحالي نكبة كبيرة بالنسبة لقطاع الصناعة في اليابان، حيث علقت شركة «رينيساس إلكترونكس» لصناعة الرقائق التي تعد موردا رئيسيا لرقائق السيارات الإنتاج في مصنعين لأشباه الموصلات، كما علقت الإنتاج جزئيا في مصنع ثالث.
ومن بين هذه المصانع مصنع ناكا في منطقة إيباراكي إلى الشمال من العاصمة طوكيو الذي يمد شركات صناعة السيارات عالميا بأشباه الموصلات.
كما أوقفت شركة «موراتا» لتصنيع المكونات الكهربائية عملياتها في مصانعها التي اندلع حريق في أحدها بعد الزلزال كان يصنع أجزاء الهواتف الذكية.
وأوقفت شركة «سوني» الإنتاج في مصنعين في منطقة مياجي ومصنعا ثالثا في منطقة ياماجاتا. وتنتج هذه المنشآت وسائط تحزين وأجهزة ليزر ومستشعرات للصور.