بقلم : محمد العويصي
المعلم جمال يبلغ من العمر 64 عاما، وهو يعمل في مدرسة سالم الحسينان المتوسطة للبنين في الخالدية، حدثني المعلم جمال عن موقف مؤلم حصل معه وهو في سن 13 عاما: أخذ معلم العلوم طلابه الى المختبر، وبينما كان يشرح الدرس، تكلم احد الطلاب، فظن المعلم ان جمال هو الذي تكلم، فذهب اليه وصفعه على وجهه بقوة دون سبب، فتأثر جمال وبكى من شدة الصفعة، ولايزال هذا الموقف المؤلم عالقا في ذاكرة المعلم جمال لغاية الآن، علما ان الصفعة مضى عليها 51 عاما! أتدرون لماذا لم ينس جمال الصفعة؟ لأنه كان مظلوما.
والشيء بالشيء بذكر، يروى عن المأمون ابن هارون الرشيد عندما كان صبيا ضربه معلمه بالعصا دون سبب!
المأمون: لماذا ضربتني؟
المعلم: اسكت.
وكلما سأل المأمون معلمه عن سبب ضربه يقول له المعلم: اسكت.
وبعد 20 عاما تولى المأمون الخلافة، فاستدعى معلمه وسأله:
لماذا ضربتني عندما كنت صبيا؟
ابتسم المعلم وقال: ألم تنسَ؟
المأمون: والله لم أنسَ.
المعلم: ضربتك حتى تعلم ان المظلوم لا ينسى.
من منا لم يشعر بالظلم في حياته سواء في عمله من قبل المسؤولين او في تعامله بالدرهم والدينار مع الناس او اكل حقوق الناس عن طريق النصب والاحتيال او أكل اموال اليتامى والورثة ظلما وعدوانا او ظلم العمال بعدم اعطائهم مستحقاتهم المتأخرة منذ ستة اشهر او الاعتداء على المال العام او ظلم الاقارب فيما بينهم كظلم الزوج لزوجته واولاده او العكس.
يقول الشاعر طرفة بن العبد:
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة
على المرء من وقع الحُسام المهنّدِ
هذه بعض الصور عن الظلم الذي حرمه الله ورسوله.
ففي الحديث القدسي الذي يرويه الرسول عليه الصلاة والسلام عن ربه: «يا عبادي، اني حرمتُ الظلم على نفسي، وجعلته بينكم حراما فلا تظالموا».
يقول فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي، رحمه الله تعالى: «لا يموت ظالم في الدنيا حتى ينتقم الله منه، ومن تمام انتقام الله منه ان المظلوم يراه حتى يشفي غليله منه».
نصيحتي لكل ظالم: احذر عاقبة الظلم، فدعاء المظلوم مستجاب ولو كان كافرا، ليس بينه وبين الله حجاب، فهل من مدكر؟
