وصل فريق من الباحثين البريطانيين في جامعة “كامبريدج” بلندن إلى وجود رابط بين “الليثيوم” وتقليل فرص الإصابة بالخرف، الذي يؤثر على ما يقرب من مليون شخص في المملكة المتحدة.
حلل الباحثون السجلات الصحية لما يقرب من 30 ألف مريض. كان جميع المرضى فوق سن الخمسين .. وجد الفريق أن المرضى الذين تناولوا عنصر “الليثيوم” كانوا أقل عرضة للإصابة بالخرف من أولئك الذين لم يفعلوا ذلك، على الرغم من أن العدد الإجمالي للمرضى الذين تناولوا الليثيوم كان صغيرًا .
تدعم النتائج التي توصلوا إليها إمكانية أن يكون الليثيوم علاجًا وقائيًا للخرف، ويعد الخرف السبب الرئيسي للوفاة بين السكان الغربيين المسنين، ولكن لا توجد علاجات وقائية متاحة حاليًا: يعاني أكثر من 55 مليون شخص في جميع أنحاء العالم من الخرف، ويعتبر مرض الزهايمر هو الشكل الأكثر شيوعًا.
كانت عدد من الدراسات السابقة قد توصلت إلى أن عنصر “الليثيوم” قد يصبح علاجا محتملا لأولئك الذين تم بالفعل تشخيص إصابتهم بالخرف أو يعانون من ضعف مبكر في الإدراك.
وفي الدراسة الحالية قام الباحثون بتحليل بيانات المرضى المندرجين تحت مظلة التأمين الصحي في بريطانيا بين عامي 2005 و 2019.. ومن بين 29,618 مريضا في مجموعة الدراسة، تم علاج 548 مريضا بعنصر الليثيوم ، ونحو 29,070 مريضا لم يعالجوا.. وكان متوسط أعمارهم أقل بقليل من 74 عامًا، وشكل الذكور ما يقرب من 40% من المشاركين الذين خضعوا للدراسة.
وجد الفريق البحثي أن أفراد المجموعة التي تلقى أفرادها جرعات من عنصر الليثيوم تم تشخيص 53 منهم بالخرف، بواقع 9.7% في مقابل تشخيص نحو 3,244 ممن لم يتناولوا هذا العنصر الحيوي بواقع 11.2%.
وأشار الباحثون إلى أنه بعد التحكم في العوامل الأخرى، لوحظ أن استخدام الليثيوم كان مرتبطا بانخفاض خطر الإصابة بالخرف، سواء بالنسبة للمستخدمين على المدى القصير أو الطويل.. ومع ذلك، نظرًا لأن العدد الإجمالي للمرضى الذين يتلقون الليثيوم كان صغيرًا، فستكون هناك حاجة لتجارب سريرية أكبر لتأسيس الليثيوم كعلاج محتمل للخرف.
وشدد الباحثون، في ختام دراستهم، على أن هناك حاجة الآن إلى مزيد من الطب التجريبي والدراسات السريرية لمعرفة ما إذا كان الليثيوم مفيدًا حقًا في هذه الظروف.
