فيما تستعد كييف لخوض المعركة الكبرى التي تحشد لها روسيا في شرق أوكرانيا، دعا بابا الفاتيكان فرنسيس إلى هدنة بمناسبة «عيد القيامة» وأدان «حماقة الحرب» وذلك أثناء رئاسته قداس أحد الشعانين (أحد السعف) في ساحة القديس بطرس أمام عشرات الآلاف من الزوار.
وحث البابا أيضا على إجراء مفاوضات للتوصل لحل للصراع. وقال في إشارة على ما يبدو إلى روسيا «أي نوع من النصر هذا الذي يرفع علما فوق كومة من الأنقاض؟».
وقال البابا «القوا السلاح وابدأوا هدنة في عيد القيامة. هدنة ليس لإعادة التسلح واستئناف القتال بل من أجل التوصل إلى سلام من خلال مفاوضات حقيقية مستعدة لبعض التضحيات لصالح الناس».
يأتي ذلك، فيما تتأهب أوكرانيا لمرحلة جديدة من المعارك أكثر صعوبة في حربها لصد الغزو الروسي، حيث ستجعل التضاريس والمساحات المفتوحة الواسعة في الشرق من الصعب على الأوكرانيين إدارة عمليات حرب العصابات كما فعلوا في غابات الشمال والغرب، بحسب صحيفة «واشنطن بوست». ونقلت وكالة الأنباء انترفاكس-أوكرانيا عن ميخايلو بودولياك مستشار الرئيس الأوكراني قوله إن «أوكرانيا مستعدة للمعارك الكبيرة. أوكرانيا يجب أن تكسبها بما في ذلك في دونباس». وأضاف «عندما يحدث ذلك سيكون لأوكرانيا موقف أقوى في المفاوضات وهذا يسمح لها بفرض بعض الشروط».
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أكد في مؤتمر صحافي مع المستشار النمساوي كارل نيهامر الذي زار كييف «نحن مستعدون للقتال وللبحث في الوقت نفسه، عن طرق ديبلوماسية لوقف هذه الحرب».
وبعد الانسحاب المهين من منطقة كييف وشمال البلاد، جعلت روسيا أولويتها غزو كامل اقليم دونباس الذي يسيطر الانفصاليون الموالون لروسيا على جزء منها منذ 2014.
ويقول محللون إن شكل المعارك سيتوقف على مدى قدرة الروس على تصحيح الأخطاء التي ارتكبوها في المرحلة الأولى من غزوهم، والتي تتراوح بين فشل خطوط الإمداد والتحديات اللوجستية وسوء التخطيط وحجم القوات غير الكافية.
وقال رئيس أركان الجيش الأوكراني في بيانه اليومي على فيسبوك إن «العدو الروسي يواصل الاستعداد لتكثيف عملياته الهجومية في الشرق الأوكراني وبسط سيطرته التامة على منطقتي دونيتسك ولوغانسك» في دونباس.
وأكد أن روسيا توصل هجماتها للسيطرة على مدن رئيسية في ماريوبول الجنوبية وإيزيوم الواقعة إلى الشمال.
واستعدادا لذلك، عين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجنرال ألكسندر دفورنيكوف، الذي قاد العمليات العسكرية في سورية، قائدا للحملة الروسية في أوكرانيا، وهذه هي المرة الأولى التي يتولى فيها قائد واحد السيطرة على كامل القوات في ساحة المعركة. وقال جاك واتلينغ، من معهد رويال يونايتد سيرفيسز ومقره لندن: «هذه المرة سيحتاج الأوكرانيون إلى التحرك في أراض مفتوح حيث يمكن رصدهم بسهولة. سيكونون في معارك قتالية حيث يرى كلا الجانبين بعضهما البعض، وإذا لم يكونوا في عربات مدرعة سيكونون عرضة للخطر».
وأكد واتلينغ أن المشكلات اللوجستية التي واجهتها روسيا في هجومها الأولى على أوكرانيا لن تكون مشكلة في الشرق، لأن روسيا تحتل بالفعل جزءا من منطقة دونباس، التي تحد روسيا مباشرة، مما يسهل إرسال الإمدادات مباشرة من موسكو.
إلى ذلك، قررت أوكرانيا حظر جميع الواردات من روسيا، التي كانت واحدة من شركائها التجاريين الرئيسيين قبل الحرب بواردات سنوية تقدر بحوالي ستة مليارات دولار، وطالبت الدول الأخرى بأن تحذو حذوها وتفرض عقوبات اقتصادية أشد صرامة على موسكو.