يقدر تقرير صادر عن منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) أن حجم معدات صيد الأسماك المفقودة، أو التي تم التخلي عنها في مياه المحيط، يبلغ نحو 640 ألف طن سنويا، مما يقدر بقرابة 10% من إجمالي المخلفات التي تلقى في مياه المحيطات.
وبشكل متصل، يقوم الغطاسون من فريق “الغطس الشبح الألماني”، بالبحث عن شباك الصيد التائهة والمنسية. وهؤلاء الغطاسون هم فرع من فريق “الغطس الشبح الدولي”.
يسعى فريق “الغطس الشبح الدولي” لتنظيف البحار من المخلفات على قدر الإمكان، حيث تنجرف شباك الصيد المفقودة عبر المياه، وتعلق في حطام السفن والصخور أو تستقر في القاع، لتلحق الضرر بالأسماك وغيرها من المخلوقات البحرية.
وتطلق الأمم المتحدة على هذه المهمة “عملية صيد الأشباح”.
ويقول ديرك ريمرز وهو غطاس متطوع من منظمة “الغطس الشبح الألمانية” إن انتشال المخلفات من أعماق البحار ليس أمرا سهلا، ” فأنت لا تعلم مطلقا ما هي طبيعة الحال والمشهد تحت سطح المياه، أو ما الذي يمكن أن تجده”، وتتمثل التحديات الرئيسية للمهمة في ضعف الرؤية وشدة التيارات المائية.
ويوضح عالم الأحياء لارس جوتوف من معهد ألفرد فيجنر بألمانيا، أن أعماق البحار تعد “مستودع القمامة النهائي لسكان كوكب الأرض”، وهو يقوم بدراسة تأثير النفايات البلاستيكية على الكائنات البحرية الدقيقة، وعلى البيئة البحرية، ويشير إلى أن حوالي 150 مليون طن من المخلفات البلاستيكية، تطفو حاليا على مياه محيطات العالم.
وقال جوتوف لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن شباك الصيد المفقودة، تسبب مشكلات كثيرة للأسماك والمخلوقات البحرية الأخرى، حيث أنها تصبح عالقة بداخلها وتموت، بينما يشير تقرير للصندوق العالمي للطبيعة، إلى أن هذا التطور يجذب حيوانات أخرى أكبر حجما، كما تصبح الطيور أيضا عالقة في الشباك، التي تمنعها من الوصول إلى سطح المياه مرة أخرى، وتلحق المخلفات البحرية الضرر، بكثير من الأنواع الحية مثل السلاحف البحرية وخنازير
البحر.
وتكمن مشكلة أخرى في أن الشباك المفقودة لا تتحلل في قاع البحر، حتى ولو بعد مرور مئات الأعوام وفقا لما يقوله جوتوف، ويضيف “يتطلب تحلل المواد البلاستيكية وجود عاملين، الأول هو درجات حرارة دافئة، والثاني هو معدلات عالية من الرطوبة، غير أن الحرارة منخفضة في أعماق البحار.
وعندما تتحلل المواد مع تحركها على طول قاع البحر، تنبعث منها جزيئيات بلاستيكية متناهية الصغر، تظل باقية في المحيطات لعدة قرون.
