مابين جاسم وامثال “ثامر” ..بقلم عبدالله العليان
ما بين جاسم وامثال “ثامر”.
تخرج اليوم من جامعة الكويت حاصلاً على درجة البكالريوس بدرجة الامتياز مع مرتبة الشرف ، كثيرين حصلو عليها ولكن حصول ثامر غير عن اقرانه ، فقد وصل من العمر 37 عاماً ، اب لطفلين ، هو لهم الاب والام بعد فقدان والدتهم غفر الله لها ، اجتهد و زرع ليحصد ما تعبه خلال السنوات الماضية ، اكمل دراسته وهو على رأس مسؤوليات الحياة ، لنفجع بوفاة والدنا الغالي ، لم يستسلم للظروف ويقول :”ماذا ساستفيد من هذه الدراسة” ، لم يكن لطموحه حد حارب بشراسة ظروفه ، كان يضع نصب عينيه الوعد الذي وعده قبل تسع سنوات .
وانا حاضراً لحفل تخرجه الذي اقيم اليوم الجمعة في فندق الجميرا ، وقفت الدكتورة امثال الحويلة وفي كلمات غير مكتوبة قيلت ارتجالياً كانت من القلب للقلب .. استوقفتني كثيرا عندما قالت :”انا اليوم ام لكل طالب امه ليست هنا .. انا اليوم اب لكل طالب والده ليس هنا .. انا جزء من عائلتكم ” واكملت قولها بنصيحة :”كونو انتو وليس تقليداً لاحد” ، استذكرت لقائي بالدكتورة امثال الحويلة قبل العشر سنوات واكثر في اروقة كلية العلوم الاجتماعية ، كانت حاصلة على درجة الماجستير ولم تكمل الدكتوراه ، غابت السنوات لافرح بحديثي مع احد الطلبة ان الدكتورة امثال حصلت على درجة الدكتوراه ، كان دائماً مكتبها يكظ بالطلبة الذين يعتبرونها اخت لهم يأخذو من نصائحها وكانو يحضرون لمحاضراتها بحب وشوق لاسلوبها في التدريس ولانها لا تظلم احداً ، كم نحتاج الى استنساخ امثال “امثال الحويلة” تزرع الحب بنفوس طلبتها تبث التحدي في عقولهم ، تكون الدافع لهم.
وانا جالس لوحدي استذكرت كثير من الامور التي تربط هذه المقالة بما ساكتبه ، تذكرت رجلاً عصامي ، بنى نفسه بنفسه ، كان اقرانه يتوظفون بعد حصولهم على شهادة الاعدادية ، كان يقدم امتحانات الثانوية العامة وهو متزوج ، واكمل الدبلوم وهو اب لاولاد ، واكمل البكالريوس ثم الماجستير ، وبعد سنوات حصل على شهادة الدكتوراه في الاعلام ، انه الدكتور جاسم مطر الشمري ، الذي لم ارى عصامي مثله ، لم ارى شخصاً بنى نفسه بنفسه متحدياً الظروف جعل له اسماً لامعاً في عالم الصحافة ، كان له حضور بين ابناء الوطن والعمومة ، رحمك الله يا ابا ثامر.
نصيحتي اقدمها لثامر … مثلما تحديت الظروف اكمل ولا تتوقف كن على خطى والدك ، فمن شابه اباه فما ظلم ، لا تتوقف اكمل فبأذن الله ستذيل اسمك “الدكتور ثامر جاسم”.
عبدالله جاسم العليان
ومن الحياة