دائماً و أبداً أؤمن أن للشباب الكويتي صِبغه مميزه وطاقه كامنه مهوله اذا أُحسن استغلالها واعدادها وتوفير كافة الظروف والإمكانيات لها لجعلوا من منصات التتويج مقراً دائماً ( محجوز ) بإسم الكويت في مختلف المحافل الرياضيه ، ليس على المستوى الخليجي والعربي فقط بل على المستوى القاري والعالمي كذلك .
لربما تعتقدون أنني أتخذ أسلوباً مبالغاً في التعبير عن هذا الامر ، ولكن الواقع الحاصل يفرض نفسه بشكل كبير ، فمن خلال متابعتي بشكل مكثف منذ العام الماضي الى وقتنا الحالي للإنجازات والأرقام والميداليات التي حققوها أبناء وبنات الكويت في مختلف المنافسات والألعاب الرياضيه ، وبمختلف المراحل السنيه ، ابتداءاً من دورة الالعاب الرياضيه الخليجيه الثالثه والتي تصدر فيها أبطال وبطلات الكويت جدول الترتيب الخليجي بـ ٩٦ ميداليه ، عُزف من خلالها النشيد الوطني ٣٦ مره ( ذهبيه ) ، مروراً في دوره التضامن الاسلامي الذي حصدوا من خلالها ١٦ ميداليه ملونه في مختلف الرياضات ، انتهاءاً ببطولة غرب آسيا لألعاب القوى .. والعديد والعديد من البطولات القاريه والدوليه التي تحققها منتخباتنا الوطنيه وانديتنا المحليه بالاضافه الى الارقام والانجازات والألقاب الشخصيه لأبطالنا في مختلف الالعاب الرياضيه
هذه الإنجازات حُققت من قبلهم رغم الإمكانيات الضئيلة الفقيره و عدم الاستقرار الأداري والظروف السيئه ، و انعدام وجود بيئة رياضيه صحيه للاعبين و المدربين والاداريين ، وفي ظل عدم وجود اهتمام جدي من قبل القائمين على الرياضه بالدوله
ايقنت تماماً أن الإجتهادات الشخصيه و العزيمه والاصرار والحُب لهذا البلد هو سلاح ابطالنا والدافع الاول وراء تحقيق هذه الإنجازات
( فتصورا معي ماهو حجم الانجاز الذي ممكن أن يتحقق اذا اتيحت الظروف المناسبه لشبابنا و تذللت العقبات وتوفرت الامكانيات وتحصلوا على الدعم المناسب )
أين أصحاب القرار والشخصيات القياديه في هذا البلد الذين يعوون بأهمية الرياضه و مدى تأثيرها وانعكاساتها الايجابيه على الدوله والمجتمع ككل كونها أيضاً أحد اهم مجالات التطور الحضاري ، هل هناك من يدرك حجم وقدر الانجازات التي تتحقق بإسم الوطن
رياضتنا تحتاج الى انتفاضه كليه وليس الى حلول ترقيعيه ، الرياضه لاتحتاج فقط الى افكار جديده في ظل غياب العمل الذي يترجم تلك الأفكار الى واقع
رياضتنا تحتاج الى وقفه جديه من الدوله للوقوف على مشروع متكامل يأخذ بأيدي شبابنا الى مستقبل تنهض من خلاله الدوله في مختلف المجالات في ظل هذه الطاقه و الامكانيات الاستثنائيه التي يملكها شبابنا
نعم نتأمل الخير وكل الخير في المستقبل القريب وفي ظل العهد الجديد ان تكون للقياده السياسيه في الدوله نظره شامله وثاقبة وجديه للوضع العام للرياضه في الدوله و السعي الكبير من اجل الشباب الكويتي على وجه التحديد ، بحيث تكون الرياضه أحد الاوليات الرئيسيه التي تعمل على اصلاحها و تصحيح المسار فيها
والأمل كبير جداً في القيادات المعنيه الحاليه بالشأن الرياضي بالدوله – الهيئه العامه للرياضه – اللجنه الأولمبية – الهيئات الرياضيه ( انديه – اتحادات ) على التعاون والمُضي معاً في تصحيح هذا المسار الشائك من خلال ما يمتلكونه من خبرات وحنكه اداريه رياضيه تمكنهم من العمل على تطوير ودعم الحركه الرياضيه بالدوله بشكل مغاير يلبي طموح الشباب الرياضي ويعزز الثقافه الرياضيه المجتمعيه بمبدأ الشفافيه والعداله تسبقها الرقابه الشامله و المحاسبه على كل من يتعدى ويتجاوز ويؤثر سلباً على واقعنا الرياضي
أما حان الوقت إلى الالتفات بشكل أكبر لشبابنا الرياضي
أما حان الوقت الفعلي للتغيير الجذري لهذا الواقع الرياضي الصعب بمنهجيته وقوانينه ذات الصلاحيه المنتهيه
أما حان الوقت لوضع حد للصراعات الادرايه التي تعتبر أحد اكبر السلبيات التي تنعكس على واقعنا الرياضي وشبابنا المظلوم
أما حان الوقت المناسب للتخطيط العلمي المدروس للنهوض بالرياضه وبنائها بالشكل السليم وتوفير البيئه الرياضيه الصحيه المناسبه التي تساهم في تلبية الطموح و تحقيق الاهداف
الى متى سيأن شبابنا الرياضي و يصرخون من شدة ألم وضعهم الراهن …
أما حــان الــوقــت !!
د. محمد السماك
