حقوق الوالدين وواجبات الأبناء – بقلم : صباح العنزي
يقول الله تعالى في كتابه الكريم: (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما (23) واخـفض لهما جناح الذل من الرحمة وقــل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا).
وقال الله تعالى في كتابه أيضا: (هل جزاء الإحسان إلا الإحسان).
ذات يوم قابلتني سيدة في نهايات الأربعينات من عمرها، وهي حزينة باكية مكسورة ولسان حالها يقول ويعبر عنه بهذه الكلمات المعصورة من قلبها، وهي تقول: شعور مؤلم عندما تشعر بخيبة الأمل من أشخاص من المفترض أن يكونوا بلسما لهذا الألم. أشخاص كنت تعتبرهم الأقرب اليك منك، أرواح أقرب إلى روحك، أجساد لامست أجسادهم جسدك، شعرت بكل نبضة لهم وبكل حركة منهم وهم في أحشائك يشاركونك نفسك وهواءك ويشاركونك لحمك وعظمك يستمدون قوتهم ونشأتهم منك، وعندما يشتد عضدهم يشدونه عليك ويستكبرون عليك كلمة رحمة أوعبارة عطف او جملة جبر خاطر تعينك على هموم الحياة حتى يستمر عطاؤك ويستمر توهجك..
يا للأسف.. كم هو شعور مؤلم اجتماع هذه الخيبات..
وكم هو محزن عندما تقع أو تتعثر وتلتفت نحوهم وأنت تتوقع منهم أن يمدوا لك يد العون لكن كل هذا لم يحدث، بل تراهم يكفون أيديهم عنك ويترفعون.
ويستكبرون أن يقوموا بمساعدتك وحملك بحجج وأعذار بأن حملك ثقيل عليهم..
لم يفكروا أنهم لو اجتمعت أيديهم كلهم لكانوا قادرين على ذلك، بل قد يكتفون بيد واحدة وسيرفعونك عاليا، وربما بكلمة واحدة يجبرونك ويلملمون ما بعثر منك..
لكنهم اكتفوا بالنظر إليك، وإلقاء اللوم عليك..
بأنك أنت الذي تعثرت..
ومن المفترض أن تقوم بنفسك!
ويلقون باللوم عليك، بقولهم يا مسكين!.. فلا تكن مسكينا؟
فبأي حديث يتكلمون؟ وبماذا يحكمون؟
يالخـــيبة الأمــل، وياللأسى لأناس، كانوا بالأمس.. بين الأحشاء يسكنون!
https://www.instagram.com/sabah.alenazi1/