قصة حقيقية سمعتها من إذاعة الكويت بصوت الدكتور الفاضل أيوب الأيوب:
رجل إيراني الجنسية يعمل سائقا «لوانيت»، في إحدى المرات أوقف وانيته في أحد الأماكن وذهب ليشتري حوائج بيته.
وبعد عودته لم يجد «وانيته» في مكانه، طار عقله منه، وبلغ قلبه حنجرته!
بحث عنه مرارا وتكرارا، ولكنه لم يجد «وانيته» (فص ملح وداب).
ذهب إلى مخفر الشرطة شاكيا، وأبلغهم عن سرقة «وانيته» وفي المخفر حقق معه وكيل النيابة الدكتور الفاضل جاسم المطوع، فقد كان الرجل حزينا كئيبا متضايقا لا لسرقة «وانيته» فقط، لكن بسبب مبلغ كبير قد وضعه داخل درج «الوانيت».
فقد وضع ألفي دينار هي تحويشة العمر جمعها من عرق جبينه فلسا فلسا، ليعالج بها أولاده الثلاثة المصابين بالعمى، فقد حجز لهم تذاكر سفر إلى إيران لعلاجهم هناك، لكن سرقة «الوانيت» أحبطته وقضت على كل آماله في علاجهم. بعد أن سمع وكيل النيابة جاسم المطوع الرجل، طمأنه وذكّره بالآية الكريمة: (وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم..). خرج الرجل من المخفر ماشيا على قدميه مهموما لا يدري ماذا يقول لزوجته وأولاده الثلاثة.
بعد يومين عثرت الشرطة على «الوانيت» في منطقة الوفرة من دون بنزين، وبداخله الألفا دينار لم يمسهم سوء (ياما أنت كريم يا رب) وبعد التحريات اتضح أن مجموعة من الشباب قاموا بسرقته للاستعراض والتقحيص، وبعد نفاد البنزين تركوه في مكان بعيد عن الأنظار.
قام وكيل النيابة بالاتصال بالرجل وعندما حضر إلى المخفر بشره بالعثور على «وانيته» وبداخله الألفا دينار، فقال الرجل لوكيل النيابة: «وأنا كذلك عندي لك خبر سار، لقد أبصر أولادي الثلاثة بقدرة الله سبحانه وتعالى». فيا سبحان الله هذا الرجل قد حجز تذاكر سفر لعلاج أولاده في إيران، ولكن سرقة «وانيته» حالت دون سفره، وخلال يومين رد الله سبحانه وتعالى البصر إلى أولاده الثلاثة، ورد إليه «وانيته» المسروق ومعه الألفا دينار!
يا سبحان الله كأن الذي حصل مع الرجل الإيراني معجزة من السماء.
الإنسان لا يعلم ماذا يُخبئ له القدر، فقد يحزن ويتضايق عند حصول المصيبة.. لكن لا ييأس من رحمة الله سبحانه وتعالى القائل: (أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء) النمل 62، وعليه أن يتحلى بالصبر ويدعو رب السماء بأن يُفرِّج كربته، ويُفوِّض الأمر إليه، والخيرة فيما يختاره الله.
(وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم).
