اقضوا حوائجكم بالكتمان – بقلم : د. هند الشومر
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان فإن كل ذي نعمة محسود». وقد اختلف أهل العلم في تصحيح هذا الحديث وتضعيفه وعلى اعتبار أنه ضعيف فإن بعض أهل العلم يرى جواز العمل والاحتجاج بالضعيف.
وقال سيدنا يعقوب لابنه يوسف في الآية الكريمة قال تعالى: (قال يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا إن الشيطان للإنسان عدو مبين) سورة يوسف: 5.
ويؤخذ من هذه الآية الأمر بكتمان النعمة حتى توجد وتظهر للآخرين، والمقصود بهذه الآية أن من رزقه الله بنعمة أو بشيء جديد ولكنه لم يتم كالسفر والزواج والعمل والربح في التجارة فربما لا يكون بسبب نفوس الآخرين لحقدهم عليه أو حسدهم له، فلذلك يجب عدم ذكر أي نعمة إلا بعد أن تتحقق، ولا يجوز الكذب من باب الاستعانة بكتمان قضاء الحوائج حيث إن الكذب حرام، فهناك من يكذب من أجل عدم قول الحقيقة.
إن الهدف من كتمان قضاء الحوائج ليس لتجنب العين والحسد فقط بل حتى لا يصاب الإنسان بخيبة الأمل علنا لأن الطاقات تهدر أحيانا في القول بدلا من الفعل.
إن كتمان قضاء الحوائج له العديد من الأسباب فيجب ألا يتكلم الشخص عما يرغب بفعله إلا بعد تحقيقه وخاصة أن هناك بعض الناس الذين قد يثبطون الشخص مما يريد أن يفعله كأنهم يقولون له أن ذلك لا يمكن فعله ويقومون بالمقارنة بينه وبين الآخرين مما يؤدي إلى الشعور السلبي عند الشخص ويعدل عن تنفيذ فكرته، وهناك البعض الذين يتوجهون بالعديد من النصائح وخاصة أنهم غير مختصين فيتأثر صاحب الفكرة أو العمل بها على الرغم من أنها غير صحيحة ويغير رأيه عما يرغب به (كالزواج أو السفر أو عمل أي من أعمال الخير).
وبعض الناس يعجبون بما يرغب بفعله الشخص ويمدحون فكرته مما يعود بالثناء على صاحب الفكرة ويكون لها الأثر الإيجابي في الوقت نفسه ومع الوقت يفقد الرغبة في تنفيذ ما يريده لأنه حصل على الشعور الجيد.
إن عدم إخبار الناس بما يرغب الشخص أن يفعله يحرره من الضغط والشعور بالخوف من الفشل عند علم الآخرين بما يرغب بفعله ولذلك فإنه يتخلص من هذا الشعور والتعليقات السلبية التي قد تقال مستقبلا عن نتيجة ما كان الشخص يرغب في عمله.
إن كتمان قضاء الحوائج يمكنه أن يصنع فارقا حقيقيا في الحياة ويأخذ بيد صاحبه إلى طريق النجاح في كل خطوة يقوم بها وهذا ما يبحث عنه كل من يريد أن يفعل أي عمل فيه الخير له وللآخرين.