«حماس»: الأسرى مقابل وقف الحرب.. وإسرائيل تُخطط لاجتياح جنوب الضفة
يواصل الجيش الإسرائيلي عمليته العسكرية في الضفة الغربية وسط تحذيرات من «موت بطيء» وتقديرات رسمية فلسطينية بأن نحو 70% من البنى التحتية والشوارع في جنين دمرت بالكامل على نحو يهدد بتحويلها إلى «مدينة منكوبة»، وذلك بالتزامن مع «اختراق إيجابي» في المحادثات الهادفة إلى التوصل لوقف إطلاق النار وتبادل الرهائن والاسرى في قطاع غزة.
فقد أكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن مصير الأسرى الإسرائيليين الأحياء مرهون بوقف الحرب على قطاع غزة. وقالت الحركة في فيديو أمس إنه «في حال توقفت الحرب، سيعود الأسرى أحياء، أما في حال استمر العدوان فسيبقى مصيرهم مجهولا».
ووجهت «حماس» تحذيرا جديدا إلى الحكومة الإسرائيلية، وقالت إن «كل يوم يستمر فيه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في الحكم فهذا قد يعني تابوتا جديدا»، في إشارة إلى مقتل 6 أسرى كانوا محتجزين في القطاع. وختمت الحركة الفلسطينية الفيديو، الذي جاء بثلاث لغات (العربية والعبرية والإنجليزية)، موجهة كلمتها للشعب الإسرائيلي: «القرار لكم».
في هذه الاثناء، قالت الإذاعة الإسرائيلية إن رئيس جهاز «الموساد» أبلغ الوسطاء بأن إسرائيل ستنسحب من محور فيلادلفيا في المرحلة الثانية من الصفقة المحتملة.
في السياق، نقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن 9 مسؤولين حاليين وسابقين بدول الوساطة قولهم إن تمسك نتنياهو بمحور فيلادلفيا يمثل العقبة الرئيسة حاليا أمام الاتفاق المرتقب. وأفاد هؤلاء المسؤولون بأن تشكيل قوة فلسطينية مدربة أميركيا هو الترتيب الأكثر ترجيحا لتأمين الحدود، وأن الاتحاد الأوروبي مستعد لاستئناف دور مراقبة معبر رفح بالتعاون مع السلطة الفلسطينية. وحسب البيت الأبيض، فإن مقترح الاتفاق الجديد ينص على سحب إسرائيل قواتها من المناطق المكتظة في مرحلة أولى بما فيها حول محور فيلادلفيا، كما ينص أيضا على إبعاد القوات الإسرائيلية في المحور ذاته إلى الشرق.
لكن القيادي في «حماس» أسامة حمدان قال في مقابلة مع قناة «الجزيرة» الفضائية إن المقاومة الفلسطينية لم تتلق أي مقترح جديد للصفقة، وإنها تتعامل فقط مع ما تتلقاه من الوسطاء. وأضاف أن المطلوب ليس مقترحا جديدا، بل إلزام نتنياهو بما وافقت عليه المقاومة.
أما في الضفة الغربية فقد استمرت عملية «المخيمات الصيفية» العسكرية لليوم التاسع على التوالي، حيث واصل الجيش الإسرائيلي تفجير منازل في مخيم جنين، مع استمرار حصاره وتدمير البنى التحتية لمعظم شوارع المخيم، فيما دوت أصوات انفجارات، فيما نفذت قوات الاحتلال اقتحامات جديدة واعتقلت عشرات الفلسطينيين.
وقال رئيس بلدية جنين نضال أبو الصالح لقناة «الحرة» الأميركية أمس إن «ما يقرب من 70% من الشوارع والبنى التحتية دمرت حتى الآن، وتبلغ الخسائر بشكل تقديري حوالي 13.5 مليون دولار». ووصف أبو الصالح الأوضاع في جنين بـ «المنكوبة»، في ظل استمرار العمليات الإسرائيلية «واجتياح المخيم ومحاصرة المشافي، والاعتداء على منازل الفلسطينيين وتفجيرها، واحتلال قسم منها وإجبار سكانها على النزوح».
وحذر من أن استمرار هذه العملية العسكرية في جنين هو «عقاب جماعي للفلسطينيين وموت بطيء للسكان، في ظل انقطاع المواد الغذائية والأدوية، خاصة حليب الأطفال، وتدهور وضع كبار السن والمرضى، مما ينذر بكارثة إنسانية داخل المدينة ومخيمها، مع صعوبة مد السكان بالغذاء والمياه بسبب استهداف الجيش لطواقم الإسعاف».
واتهم رئيس بلدية جنين الجيش الإسرائيلي بـ «استهداف كل من يتحرك أمامه بالرصاص»، مضيفا أن «معظم القتلى المدنيين قتلوا أمام منازلهم».
في هذه الاثناء، حذر موظفو الإغاثة في الضفة المحتلة من أن الناس «يعانون من نقص الغذاء والمياه». وأسفرت العملية العسكرية الإسرائيلية في الضفة حتى الآن عن مقتل ما لا يقل عن 33 فلسطينيا وإصابة أكثر من 130 آخرين، من بينهم أطفال ومسنين، وفق تقديرات فلسطينية رسمية. من جانبه، قال رئيس اللجنة الشعبية لخدمات مخيم طولكرم فيصل سلامة إن «الحصار المشدد لا يزال مستمرا، حيث تغلق الآليات العسكرية كل الطرق»، مشددا على أن «خسائر التدمير الإسرائيلي تقدر بملايين الدولارات، من بنية تحتية وصرف صحي وكهرباء واتصالات ومياه».
واتهم الجيش الإسرائيلي «بتعمد تدمير ممتلكات المواطنين الخاصة، من بينها محال تجارية ومركبات وبيوت سكنية»، ووصف أوضاع المدنيين بأنها «في غاية الصعوبة والخطورة، لوجود عدد من المرضى، ونقص الغذاء والدواء وعدم وجود أية وسيلة حتى الآن لإيصال الطعام والمياه لسكان المخيم، خاصة الأطفال». من جهته، أعلن الجيش الاسرائيلي قتل 5 مسلحين بالضفة الغربية المحتلة بينهم قيادي محلي، وزعم انه «اتخذ من منازل المواطنين ثكنات عسكرية، واحتجز عددا من المواطنين داخل منازلهم ومنعهم من الحركة».
في سياق متصل، قال موقع «واللا» الإسرائيلي المقرب من دوائر الاستخبارات في تل أبيب، إن جيش الاحتلال يدرس شن عملية واسعة أخرى في جنوب الضفة الغربية. وأضاف الموقع الاخباري أن تمديد العملية العسكرية في الضفة جاء بأمر من وزير الدفاع يوآف غالانت، بناء على استمرار وصول معلومات استخباراتية بشأن البنية التحتية العسكرية بمخيم جنين تحديدا.
ونقل «واللا» عن مصادر عسكرية أن الجيش الاسرائيلي حيد في مخيم جنين عبوات ناسفة شديدة الانفجار يزن بعضها أكثر من 100 كيلوغرام.
وقالت المصادر نفسها إن الإنذارات المتزايدة في جنوب الضفة قد تدفع باتجاه عملية واسعة هناك في حال تدهور الوضع الأمني. من جانبها، قالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إن الجيش يواجه تهديدا كبيرا في مخيمات شمالي الضفة رغم توفر معلومات استخباراتية، مشيرة إلى أن العبوات الناسفة تكبده خسائر رغم استخدامه آليات ثقيلة.
وأضافت الصحيفة أن عناصر المقاومة الفلسطينية في مخيمات الضفة يفخخون مباني بعبوات ثقيلة من شأنها تكبيد جيش الاحتلال خسائر في الأرواح.