قاضٍ فيدرالي يعلّق إشراف إيلون ماسك على مدفوعات «الخزانة»
أصدر قاض فيدرالي أميركي أمرا بمفعول فوري يمنع إشراف لجنة الكفاءة الحكومية التي يقودها الملياردير إيلون ماسك على نظام المدفوعات التابع لوزارة الخزانة الأميركية.
ويحظر الأمر الذي أصدره القاضي بول أ.إنغيلمير الوصول إلى البيانات المخزنة في وزارة الخزانة الأميركية على «جميع السياسيين المعينين» و«جميع العملاء الخاصين للحكومة» و«جميع موظفي الحكومة المنتدبين إلى وكالة خارج وزارة الخزانة». كذلك، ينص الأمر المؤقت الذي يسري حتى جلسة مقررة في 14 فبراير الجاري، على أن يقوم أي شخص تمكن من الوصول إلى بيانات من أرشيفات وزارة الخزانة منذ تنصيب دونالد ترامب في 20 يناير بـ «مسح جميع نسخ الوثائق التي تم تحميلها على الفور».
وقبل أيام قليلة، تولى إيلون ماسك وموظفون تابعون له الإشراف على نظام المدفوعات في وزارة الخزانة الأميركية الذي يدير تعاملات بتريليونات الدولارات كل عام، ما أثار قلق مشرعين ديموقراطيبن باعتباره «خطيرا للغاية».
وقدم ممثلون عن النيابة العامة في 19 ولاية أميركية شكوى معتبرين أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، انتهكت القانون من خلال السماح لأفراد يعملون في لجنة الكفاءة الحكومية بالوصول إلى بيانات الخزانة الحساسة التي تقتصر عادة على موظفين محترفين. وأوضح القاضي في قراره أن هذه الولايات «ستعاني من ضرر لا يمكن إصلاحه في ظل عدم وجود إجراء الزامي».
وأضاف أن «هذا يعود إلى المخاطر التي تشكلها السياسة الجديدة في الكشف عن المعلومات الحساسة والسرية، فضلا عن الخطر المتزايد المتمثل في أن تصبح الأنظمة المعنية أكثر عرضة للاختراق مقارنة بالماضي».
وأثار إشراف ماسك أغنى أغنياء العالم على نظام مدفوعات الخزانة معارضة شرسة من قبل النقابات ومنظمات حقوق الإنسان.
وأوردت وسائل إعلام أميركية مذكرة داخلية لوزارة الخزانة الأميركية، مفادها أن إشراف هذه اللجنة بقيادة ماسك على نظام المدفوعات الفيدرالية تشكل «أكبر تهديد داخلي يواجهه مكتب المالية على الإطلاق». وكان الرئيس الأميركي أعلن الجمعة أنه كلف ماسك أيضا، إجراء مراجعة لنفقات وزارة الدفاع «الپنتاغون» البالغة ميزانيتها المقترحة للعام الحالي 850 مليار دولار.
ولدى سؤاله إن كان القطاع الدفاعي مدرجا في أجندة ماسك لخفض النفقات، قال ترامب للصحافيين في البيت الأبيض «أعطيته توجيهات بتفقد التعليم والپنتاغون، أي الجيش. وكما تعلمون، للأسف، ستجدون أمورا بغاية السوء».
وقال ترامب عن ماسك إن «لديه مجموعة من الأشخاص المؤهلين جدا» الذين «يعرفون ما يفعلون». وردا على سؤال حول حدود صلاحيات ماسك، ألمح ترامب إلى قطاعات أمنية شديدة الحساسية. والنفقات الدفاعية للولايات المتحدة هي الأكبر في العالم، كما أن زيادة ميزانية «الپنتاعون» سنويا هي محط إجماع بين الديموقراطيين والجمهوريين، نظرا إلى دعم الأميركيين الكبير للقوات المسلحة.
إلى ذلك، وقع ترامب فجر السبت أمرا تنفيذيا يهدف إلى ايقاف جميع المساعدات لجنوب افريقيا.
ونص الأمر التنفيذي على أنه يأتي «بعد سياسات حكومية لا حصر لها مصممة لتفكيك تكافؤ الفرص في التوظيف والتعليم والأعمال التجارية والخطاب البغيض والإجراءات الحكومية التي تغذي العنف غير المتناسب ضد ملاك الأراضي المحرومين عنصريا».
وذكر الأمر التنفيذي أن جنوب افريقيا اتخذت «إجراءات فظيعة» ضد ملاك الأراضي الجنوب افريقيين من أصول هولندية، لافتا إلى انها «وفي تجاهل صادم لحقوق مواطنيها اصدرت مؤخرا قانون نزع الملكية لتمكين حكومتها من الاستيلاء على الممتلكات الزراعية للأقليات العرقية ذات الأصول الهولندية دون تعويض». وشدد على أن الولايات المتحدة «لا تستطيع أن تدعم ارتكاب حكومة جنوب افريقيا لانتهاكات حقوق الإنسان في بلدها أو تقويضها للسياسة الخارجية الأميركية الأمر الذي يشكل تهديدات للأمن القومي».
من جهة أخرى، ذكر الأمر أن جنوب افريقيا «اتخذت مواقف عدوانية تجاه الولايات المتحدة وحلفائها» بما في ذلك اتهام الاحتلال الإسرائيلي بالإبادة الجماعية أمام محكمة العدل الدولية و«إعادة تنشيط علاقاتها مع إيران لتطوير الترتيبات التجارية والعسكرية والنووية».
من جهة أخرى، هبطت الجمعة رحلة جوية جديدة تعيد برازيليين مطرودين من الولايات المتحدة إلى بلادهم، بعد أن أثارت عملية ترحيل سابقة احتجاجات في برازيليا تنديدا بـ«معاملة مهينة» من جانب السلطات الأميركية لهؤلاء المهاجرين غير النظاميين.
وحطت الطائرة المدنية الآتية من لويزيانا في فورتاليزا في شمال شرق البرازيل.
وقبيل ذلك قال مصدر حكومي برازيلي لفرانس برس إن الطائرة تقل «111 راكبا». وأضاف «المعلومة التي لدينا مفادها أنهم جميعا برازيليون».