الكويت – النخبة:
المصدر – القبس:
شكّلت القضية الفلسطينية واغتصاب اراضيها وتشريد هذا الشعب العربي مركز الصراع العربي ــــ الاسرائيلي على المستويين الرسمي والشعبي منذ عام 1948، وكان لدولة الكويت دور أساسي بالمشاركة فيه سياسياً وعسكرياً. تعيدني الذكريات إلى مشاركتي مع رفاق لي، أمثال وجيه المدني ومزيد الصانع برئاسة رئيس الأركان العامة المرحوم الشيخ مبارك العبدالله الجابر الصباح في اجتماعات الجامعة العربية للتنسيق العسكري لمجابهة الاحتلال الصهيوني، حتى أتى اليوم الذي أقدمت فيه الدولة على تكليف الجيش الكويتي بواجباته الوطنية والقومية في الحروب العربية ــــ الاسرائيلية، حيث أدى هذا الواجب بالأداء العسكري الميداني المشرف، فقدّم أبناء الكويت التضحيات في سبيل القضايا العربية، وكانت المشاركة فعالة، حيث قدّم الجيش الكويتي ما يزيد على ثلث قواته على هذه الجبهات، ممثلة في لواء اليرموك على الجبهة المصرية وحجم لواء لقوة الجهراء على الجبهة السورية للقتال مع أشقائهم من الجيوش العربية في آن واحد، حيث استمرت المشاركة طيلة مدة الحروب وحرب الاستنزاف من منذ عام 1967 إلى عام 1974.
كل الوفاء لقائدنا الأعلى صاحب السمو على تفضله بتأكيد ذكرى هذه المشاركة، حين أكد امتزاج الدماء الكويتية والمصرية والسورية والعربية الأخرى، بمناسبة الذكرى الـ45 لانتصار السادس من أكتوبر وزميلنا السفير محمد الدويخ، الذي أكد أن حرب أكتوبر عزيزة على الكويتيين.
ولا بد لنا بهذه المناسبة التي تعد مصدر فخر للكويت وجيشها، ونتضرع إلى الله تعالى وندعوه عز وجل أن يرحم رجالات الجيش الكويتي من الشهداء والجرحى، ووجدت من الواجب ذكر قادة هذه القوات الذين رحلوا عن دنيانا ولهم دور قيادي وقتالي يرفع رأس الكويت عالياً، مع الأسف لا تسعفني الذاكرة بذكر كثير من هؤلاء القادة والضباط وضباط الصف والأفراد، ولكن أخص بالذكر قادة لواء اليرموك، بدءاً بالمرحوم الفريق الشيخ صالح المحمد الصباح والمرحوم الفريق عبدالله فراج الغانم والمرحوم الشهيد خالد الجيران وضباط قيادات اليرموك الأخ المرحوم الفريق محمد البدر والمرحوم اللواء سعدي مطلق والمرحوم الشهيد علي نصار وشهدائنا وجرحانا من ضباط وضباط صف وأفراد، كما أحيي جميع من عمل معي من ضباط وضباط صف وأفراد، الذين قاموا بدورهم الفعال، حيث كسبنا سمعة جيدة للجيش الكويتي على الجبهة السورية التي كان لي شرف قيادتها. حفظ الله الكويت وشعبها من كل مكروه.
