الكويت – النخبة:
المصدر – الراي:
لم يمض أسبوع على تحذير سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك من انه لن يسمح بأن يكون هناك فساد في الجهات الحكومية، وانه سيحمّل قياديي تلك الجهات المسؤولية، حتى وضع تحذيراته موضع التنفيذ أمس، بقرارات حاسمة على خلفية تداعيات ما شهدته البلاد فجر أمس جراء هطول الامطار، وغرق الطرق وبعض المناطق بالمياه.
فمع الساعات الأولى من فجر أمس كان المبارك، متواجدا في غرفة اتخاذ القرار بمقر وزارة الداخلية، لمتابعة تداعيات هطول الأمطار، والاطلاع عن قرب على مدى جهوزية واستعدادات وإمكانات القطاعات الأمنية والأجهزة المعنية الأخرى للدولة للتصدي لسوء الأحوال الجوية، مؤكدا قدرة الدولة بما لديها من إمكانات لمواجهة أي طارئ، ومشدداً على جهوزية القطاعات الأمنية المختلفة والأجهزة المعنية الأخرى على التعامل مع الموجة الغزيرة لهطول الأمطار.
وأوضح سموه أنه اطلع عن كثب على الحركة المرورية على كافة الطرق الرئيسية والفرعية والجهود المشتركة لوزارة الداخلية ووزارة الأشغال والإدارة العامة للإطفاء والجهات المعنية في التعامل الفوري والمباشر مع الآثار الناجمة عن سوء الأحوال الجوية. وأضاف سموه أن قرار تعطيل الوزارات والجهات الحكومية والمدارس جاء لمنح رجال الأمن والجهات المختصة المجال للتعامل مع آثار سوء الأحوال الجوية، مشيراً سموه إلى أن البلاد تمر بموجة هطول أمطار غزيرة وصل منسوبها إلى 57 مليمتر، منوهاً إلى احتمال استمرارية هطول الامطار على مدار اليومين المقبلين. وأوضح أن الجهات المعنية جاهزة لأي ظروف طارئة تتعلق بسوء الأحوال الجوية وأن أي تقصير من أي الجهات سيواجه بكل حزم وشدة.
واطلع سمو رئيس مجلس الوزراء على إيجاز من القيادات الأمنية المختصة عن الإجراءات الميدانية المتخذة وكيفية التعامل الفوري مع البلاغات التي وصلت إلى أكثر من ألف بلاغ، تم تحويلها إلى جهات الاختصاص والتدابير التي تم اتخاذها من جانب الجهات المختصة لمواجهة الآثار الناجمة عن هطول الأمطار وسوء الأحوال الجوية، وانتشار فرق الدفاع المدني ودوريات المرور والامن العام والإدارة العامة لشرطة النجدة على كافة المحاور والطرق الرئيسية والفرعية على مدار الساعة، لتقديم كافة المساعدات الأمنية والمرورية والإنسانية.
وعقد سمو رئيس مجلس الوزراء، اجتماعا صباح امس في غرفة عمليات بمقر الادارة العامة للاطفاء غرب مشرف مع مديرها الفريق خالد المكراد ونوابه، للوقوف على تطورات الوضع بعد غرق بعض المناطق واغلاق للطرق الرئيسية بسبب سوء الاحوال الجوية، بحضور كل من وزراء الداخلية والاشغال والتجارة ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء
وقال المكراد لـ«الراي» انه أطلع سمو الرئيس على الوضع العام وتطبيق خطة الطوارئ، واماكن تجمعات المياه وغرق الطرق الرئيسية في البلاد واسبابها، حيث أبدى سموه توجيهاته لمعالجة هذه السلبيات بأسرع وقت لعدم تكرارها، مشيدا بجهود رجال الاطفاء وتضحياتهم بالتعاون مع زملائهم في الجهات الاخرى.
وأوضح المكراد أن السبب الرئيسي لتجمع المياه في بعض الطرق، نتيجة التحويلات والتي لم يؤخذ بالاعتبار وجود صرف لمياه الامطار ما جعلها تتجمع كبحيرات يصعب اجتيازها. وعن غرق بعض البيوت والسراديب في بعض المناطق مثل ابو فطيرة، كشف المكراد عن ان السبب يعود الى البناء تحت منسوب الشارع محملا المسؤولية لصاحب البيت وللبلدية التي رخصت له المبنى والسماح ان يكون تحت منسوب الشارع، ما يجعل المياه تتجمع مسببة خسائر مادية كبيرة كان يمكن تلافيها لو تم تطبيق القانون.
وبناء على تعليمات المبارك، أصدر مجلس الوزراء، أمس قرارا بإحالة مدير عام هيئة الطرق والنقل البري أحمد الحصان إلى التقاعد. وقالت مصادر مطلعة لـ«الراي» ان قرار إقالة الحصان جاء نتيجة إصراره على السفر إلى الولايات المتحدة لحضور تكريم الاتحاد الدولي للطرق، من دون موافقة الوزير الرومي ورئيس مجلس إدارة هيئة الطرق سعود النقي. وأوضحت أن رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للطرق سعود النقي، طلب من الحصان في كتاب رسمي ترشيح شخص بديل لرئاسة الوفد لحضور الاجتماع باعتبار أنه لم يتم تعيين نواب المدير العام حتى الآن، وبالتالي لا يوجد بديل يكلف بتسيير أعمال الهيئة خلال الفترة من 7 إلى 9 نوفمبر، فترة إقامة الاجتماع المشار إليه.
وقالت مصادر مقربة من وزير الأشغال، ان مدير مكتب الوزير أجرى صباح أمس اتصالا بالحصان لدعوته لحضور الاجتماع الذي دعا إليه الوزير لبحث المشاكل وايجاد الحلول، إلا ان الأخير فاجأ مدير المكتب بقوله «أنا حاليا في المطار متوجها إلى الولايات المتحدة لحضور تكريم الاتحاد الدولي للطرق».
وكانت أوساط نيابية قد استنكرت عدم قطع الحصان لرحلته، وسط الظروف الاستثنائية التي تشهدها البلاد التي أدت الى غرق عدد من الطرق الرئيسية، وتعطيل الدوامات والمدارس.
في السياق نفسه، اعلن وزير الاشغال العامة وزير الدولة لشؤون البلدية حسام الرومي، انه لن يتم التجديد لوكيلة وزارة الاشغال العامة عواطف الغنيم وسيتم احالتها الى التقاعد، فيما قالت مصادر إنه بتعليمات من رئيس الوزراء بعدم الاكتفاء بإحالة المسؤولين عن مشكلة الأمطار الى التقاعد وتشكيل لجنة تحقيق معهم وإحالة أي مقصّر على النيابة، تم إيقاف الوكيل المساعد لقطاع هندسة الشؤون والصيانة محمد بن نخي، والوكيل المساعد لشؤون الهندسة الصحية عبدالمحسن العنزي عن العمل وإحالتهما على التحقيق.
