(الكويت والسياسة الوقائية مع العراق)
سادت بعض مشاعر الامتعاض والأسف لدى بعض الكويتيين إزاء الزيارة التي قام بها رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم والوفد البرلماني المرافق إلى بغداد وتصريحاته الإيجابية تجاه العراق ودعمها والقول بأن الكويت لن تترك العراق، هذه المشاعر الشعبية يمكن تفهمها من الناحية العاطفية ، ولكن مايجب أن يدركه الكويتيون أن علاقات الكويت بمحيطها الإقليمي يحكمها العقل الدبلوماسي الذي يغلب مصلحة وأمن البلاد على المواقف والعواطف الشعبية .
وبناء على هذا الفهم يمكن القول أن زيارة رئيس مجلس الأمة إلى العراق تشكل رافدا من روافد السياسة الخارجية الكويتية التي تسير وفق نهج ورؤية وتوجيهات رجل الدبلوماسية الأول صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد حفظه الله.
العقل الدبلوماسي الكويتي في إدارته للسياسة الخارجية يفكر من زواتين هما الأمن الوطني ومصالح البلاد ، لذلك نجد أن النهج السياسي لدولة الكويت يقوم على سياسة الانفتاح في العلاقات الخارجية مع الدول والسعي نحو تضميد جراح الماضي وترميم العلاقات والعمل على توفير محيط اقليمي آمن للكويت بتوازن سياسي دقيق .
فالكويت قدرها الجغرافي أن توجد في محيط اقليمي يشوبه الحذر والمخاطر الأمنية بحكم القوى الدولية المحيطة في المنطقة يضاف لذلك ما تعرضت له البلاد من غزو عراقي عام 1990، لذلك فإن الكويت عندما ترتب علاقاتها السياسية بشكل ايجابي مع العراق أو ايران أو اي من القوى المحيطة فإن ذلك يعد من باب الدبلوماسية الوقائية الهادفة إلى تكريس الأمن الوطني بما يحفظ للكويت استقرارها ومصالحها الاقتصادية ويحقق لها المكانة السياسية المرموقة والثقل الدولي والتأثير الدبلوماسي .
د. ناصر خميس المطيري
