شائعات تُنشَر طوال الوقت على صفحات مواقع التواصل الاجتماعى، حوادث نصب إلكترونية وأخبار مضللة، ظواهر مختلفة كانت كفيلة بأن تهز ثقة مستخدمى الإنترنت فى وسائل التواصل الاجتماعى خلال الآونة الأخيرة، وتجعل الكثير منهم يتعامل مع ما يُنشَر بها بحذر شديد، ويضطر البعض إلى غلق جميع حساباتهم معلنين عزوفهم عن العالم الافتراضى، ووفقاً لما جاء فى استطلاع رأى لمركز ابتكار الحوكمة الدولية، فإن المستخدمين فى مصر كانوا الأكثر سهولة فى التعرض للخداع على الإنترنت، بحسب “الوطن”.
مركز “الحوكمة الدولى”: المستخدمون فى مصر الأكثر عرضة للخداع
امتلاك دعاء عبدالحى لصفحة بيع «ميك أب» أون لاين، عرضها للكثير من حوادث النصب: «ده أكل عيشى، لكن بقيت أفرق بين الزبون اللى هينصب عليا ويضرب أوردر، والزبون الكويس، لكن معنديش ثقة تامة فى السوشيال ميديا». تروى أنها أصبحت تأخذ كل احتياطاتها قبل التعامل مع الزبائن: «بحرص على قد ما بقدر، الزبون اللى بيشترى أوردر كبير ومش بيدقق فى الألوان أنا مش بنزل الأوردر بتاعه وبحاول أختار مكان قريب منى، مش بنزل فى الميعاد، لأن حصل معايا كتير جداً واتدبست فى طلبات واتنصب عليا».
بضغطة على رابط داخل موقع «فيس بوك» أغلقت رضوى محمد حسابها، الذى جعلها أسيرة طوال الوقت لزيف الشائعات التى تروج بين الحين والآخر: «الفيس بوك بالنسبة لى عالم مزيف، كنت بشعر فيه بالوحدة، كل يوم كنت لازم من خلال التصفح أقرأ أكتر من خبر عليه ويطلعوا مزيفين وأتضايق جداً إنى صدقت الإشاعة، سواء شخصية أو تخص حالة البلد».
تتذكر تعرضها لشائعة موت إحدى صديقاتها: «دى كانت أبشع حاجة اتعرضت ليها، قالوا إن صديقة لينا اتوفت وطلع الموضوع مقلب، وكان هزار سخيف جداً لأن الخبر كان وصل لأختها». «تجاهل وسائل التواصل الاجتماعى»، جملة معبرة عن حالة خالد أشرف، 22 عاماً، والذى يكتفى بالاطمئنان على أصدقائه فقط من خلال تلك المواقع: «كل اللى على الفيس بوك عبارة عن اشتغالات، أنا بستخدمه بس اطمن على أصحابى، نتفق على خروجة، لكن استحالة أصدق أى حاجة منشورة عليه بدون أدلة». وبحسب «خالد» فإن آخر اشتغالة تعرض لها كانت بعد شهر رمضان: «أغلب الصفحات الفنية نزلت بوست بتطلب وجوه جديدة ودى كانت نصب».
وصف سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع، السوشيال ميديا بـ«الشارع المفتوح»، الملىء بالسلبيات: «السوشيال ميديا عاوزة اللى يتعامل معاها يكون حريص وذكى مش ساذج»، فسر سبب زيادة نسبة انعدام ثقة المصريين فى السوشيال ميديا لغياب الوعى: «بره بياخدوا كورسات تعامل مع الميديا ومش أى حاجة تتشير.. لازم ده يحصل فى مصر، مشاكل كتير هتتحل».
