مع نهاية فترة التقديم في كليات جامعة الكويت، يعتبر كثير من الطلبة اختبار القدرات عائقاً لالتحاقهم في بعض التخصصات التي يرغبونها، فالمعدلات المكافئة معيار القبول في معظم الكليات، وقد تسببت في خفض معدل الشهادة الثانوية التي حصلوا عليها.
ووفقاً لفلسفة الجامعة في فرض اختبارات القدرات على الراغبين في الالتحاق بكلياتها، فتلك الاختبارات تعمل على تحسين المدخلات وتحديد مستوى المتقدّمين إليها، لتختار منهم القادرين على الاستمرار في الدراسة الجامعية، فيما يراها كثير من خريجي الثانوية وأولياء الأمور حجر عثرة أمام التحاقهم بالكليات.
ويفترض أن تكون اختبارات القدرات من أسئلة في مجالات قد درسها الطالب خلال السنوات السابقة من التعليم، ومن ثم فلا يواجه صعوبات في اجتيازها، لكن الواقع يكشف معاناة كثير من الطلبة مع هذه الاختبارات، ويضطر كثيرون إلى إعادتها مرات عدة للحصول على الدرجة المطلوبة.
وبينما يرجع معنيون تعثر بعض الطلبة في اختبار القدرات إلى ضعف تأهيلهم، أو حصولهم على درجات لا تعكس مستواهم الحقيقي، يواجه الطلبة صعوبة في فهم طريقة الإجابة عن الاختبار، لا سيما أن اختبارات القدرات تصحح آلياً، وينبغي التأكد من الأسلوب الصحيح لكتابة الحلول.
مقررات تمهيدية
من جانب آخر، تساءل معنيون عن أثر اختبار القدرات في تنقيح المدخلات واختيار الأنسب منها، فبالرغم من اجتياز اختبارات القدرات، يعاني الطلبة في المقررات الجامعية من اللغة الإنكليزية والعربية والرياضيات والكيمياء، وهي المجالات الأساسية التي يختبرون في بعضها عند التقديم إلى الجامعة، ويدرسونها في مقررات تمهيدية إن لم يجتازوا «القدرات» بحسب “القبس”.
الشد والجذب بين مؤيدي ومعارضي «القدرات» تحله فوائد ملموسة لهذه الاختبارات، بحيث يستشعر أساتذة الجامعة جودة المدخلات، ولا يعانون في تدريس مقررات اللغة والعلوم الإلزامية منها والتخصصية، كما تقل معها إعادة المقررات وتأخير تخرج الطلبة أو تسربهم، ومن ثم لا يعاني أيضاً سوق العمل من مخرجات ضعيفة.
وذكرت مساعدة نائب مدير جامعة الكويت للشؤون العلمية ومديرة مركز التقييم والقياس، د. رواء الجارالله، أن اختبار القدرات لطلبة الثانوية العامة أمر مطبق في جميع الجامعات العالمية، مؤكدة أن تطبيقه حقق نتائج إيجابية للطلبة المستجدين، وساهم في تقليل نسب التسرب والإنذارات للطلبة اثناء الدراسة الجامعية. وبشأن شكاوى بعض الطلبة من عدم تمكنهم دخول الجامعة بسبب اختبارات القدرات، أشارت الجارالله الى أن هؤلاء الطلبة نالوا درجات عالية في الثانوية العامة، وعليهم ترجمتها على أرض الواقع من خلال الاختبارات، موضحة أن هناك بعض الطلبة أداؤهم ضعيف، وأعداد أخرى كبيرة من الطلبة حصلوا على درجات عالية في الاختبارات واستطاعوا إثبات وجودهم، وهذا الأمر إيجابي وليس سلبياً.
