تحاول بعض الأصوات الإعلامية والأقلام الخليجية العابثة جر الكويت إلى خانة الخصومة في الأزمة الخليجية وأصبحوا لايحتملون الموقف الكويتي المحايد بإيجابية والساعي إلى حل الخلاف وتسوية الأزمة .
وبدلا من احترام الموقف الكويتي المخلص من أجل الحفاظ على أواصر الأخوة الخليجية بدأنا نواجه إساءات وبذاءات إعلامية من بعض منصات الإعلام الخليجي ..
على تلك الأبواق التي تزيف الحقائق وتفتري القول ضد الموقف السياسي لدولة الكويت عليهم أن يعلموا أن السياسة الخارجية الكويتية ليست سياسة انفعالية ولا تقوم على ردود أفعال متسرعة بل هي سياسة راسخة تسير وفق نهج استراتيجي، سياسة تعرف أهدافها وتعي مصالحها الإقليمية وأمنها الخارجي.
من الحماقة أن يحاول هؤلاء من بعض الإعلاميين ومرتزقة القلم أن يبعدوا الكويت عن موقفها المحايد، لأن الموقف الكويتي يمثل صمام أمان للأزمات الخليجية، فكل أزمة مهما كانت أسبابها يتخللها التشنج وردود الأفعال الغاضبة المنفعلة ولابد هنا من وجود الصوت العاقل الهادئ الذي يسعى مخلصا لرأب الصدع وتقريب المواقف بين الأطراف، وهذا هو الدور الذي تمارسه دبلوماسية الوساطة الكويتية اليوم التي يقودها صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد حفظه الله وفريق وزارة الخارجية بقيادة الشيخ صباح الخالد نائب رئيس مجلس الوزراء، والشيخ محمد عبدالله المبارك وزير الإعلام.. هذا الفريق الدبلوماسي المحترف يبذل جهودا كبيرة ومساع حثيثة في سبيل البحث عن نقاط التقاء في المواقف المتصادمة في هذه الأزمة الخليجية.
إن سعي دولة الكويت في الوساطة ينطلق من إيمانها أن الأزمة الراهنة لاتخص أطرافها فحسب بل إن الكويت معنية وكذلك المنظومة الخليجية التي يتهددها خطر الانهيار جراء تأخر أمد الحل والتسوية بسبب تعنت الأطراف الخليجية وتغذية الإعلام بالبذاءات بين الشعوب التي وصفها صاحب السمو الأمير حفظه الله بالإعلام الواطي .
المسؤولية التاريخية تقع على الأشقاء في الأنظمة الخليجية العزيزة أن يتنبهوا لهذا الخطر الذي تسببه تلك المعاول الإعلامية في هدم جدار التعاون الخليجي ، لأن السماح للأصوات الإعلامية الناعقة بالفتنة سيكون أثره وخيما في تعميق الأزمة بين الشعوب لأمد طويل.
د. ناصر خميس المطيري
