بقلم : جاسم الحمر
شاهدت تقريرا في برنامج تفاعلكم على قناة العربية وإذا بالمذيعة تتحدث عن خفض أسعار الخمور في قطر لإرضاء زائريها في كأس العالم ٢٠٢٢، وذلك نقلا عن وكالة بلومبيرغ الأميركية ولكن ختمت التقرير بجملة «ننتظر رد أصدقائهم في الكويت على كرم قطر!».
زجّ اسم الكويت لا علاقة له إطلاقا بالتقرير ومسيء جدا وبمهنة الإعلام لا داعي أساسا لذكر الكويت.
وبعد ردود الأفعال في الكويت ومطالبات وزارة الإعلام ووزارة الخارجية باتخاذ اللازم لمحاسبة المسيئين للكويت أصدرت وزارة الإعلام بيانا تستنكر فيه هذا الفعل المسيء ورفضت إقحام الكويت بقضايا إعلامية لا دخل لها فيها، وكذلك نائب وزير الخارجية الذي ذكر انه «خطأ جسيم» يستوجب على قناة العربية تصحيحه.
ثم ظهرت مرة أخرى لنا المذيعة سارة «الغير سارة» لتبرر إشارتها للكويت بأنها تحمل للكويت كل المحبة والتقدير وأنها تقصد أشخاصا معينين! ولكن الغريب انها لا تسطيع ان تذكر من هم مما يدل على أسلوب المراوغة والخداع لكسب التعاطف! هل اسم الكويت أسهل لكي تذكرينه دون ان تذكري مقصدك!؟
توقعنا موقفا واضحا من مدير مكتب قناة العربية في الكويت الأخ عادل العيدان إلا انه صرح بأن ما قالته سارة بينته في برنامجها وما يريدون لكم ان تتوهموا بفهمه لم يهز شعرة برأسي!
يسلم رأسك يا أخ عادل تمنيتك ان تكون «عادلا» ألا يكفيك بيان الكويت الرسمي من وزارة الإعلام والخارجية لهذه الإساءة، لقد هز هذا التقرير الوجدان وأثار استياء كل أهل الكويت التي تعرف كم هي غالية على أهلها فلا حاجة ان يهز أي شعرة من رأسك، كان الأفضل ان توضح مدى أهمية ذكر الكويت في تقرير مثل هذا فيكون ردك أكثر إنصافا!
ستبقى مواقف الكويت ثابتة، ولأن الكويت محايدة وتسعى للسلام ووحدة الصف لم تسلم من الهجوم الإعلامي سواء في دفاعها عن القضية الفلسطينية في مجلس الأمن ورفض التطبيع بأي شكل من الأشكال، كما ان الكويت وعلى رأسها صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله، بمساعيه المستمرة لحل الأزمة الخليجية حتى اليوم يضعون كل دول الخليج بمسافة واحدة ولأننا نؤمن بأن ما يجمعنا أكبر بكثير من هذا الخلاف العابر.
في الختام، سواء صدر اعتذار رسمي من قناة العربية او لم يصدر فالإساءة تمت ولا أرى حاجة لإغلاق مكتب قناة العربية في الكويت إلا في حالة مخالفة القانون داخل الكويت فالأمر ليس انتقاما ولنا في كلمة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد عبرة حول الحملات الإعلامية والتي وصلت لمستوى منحدر في الطرح في الأزمة الخليجية وما زالت حتى الآن في انحدار، ارتقوا لأن الإعلام رسالة.
بالمختصر: للإعلاميين «الثرثارين» الصامتين صمت القبور إذا لم تنطق الآن لتدافع عن دولتك الكويت متى ستنطق؟!
