سحرنا العمانيون !
قبل أيام تشرفت في ديواني باستضافة أخوة وأصدقاء من سلطنة عمان الشقيقة زارونا في الكويت فحاولت أن أقوم لهم بواجب الضيافة محبة وتقديرا فوجدتهم يتفوقون علينا بكرم الأخلاق وطيب الكلام وسماحة النفوس وصفاء القلوب ، فقد أبهروا رواد الديوانية بحضورهم الحافل الجميل
كانت جلستنا معهم حافلة بالشعر والفن التراثي العماني الأصيل وأخجلوا تواضعنا بقصائد للكويت وللشعب الكويتي ولنا تعبيرا صادقا وشفافا لما يحملونه من مودة ..
وفاجأونا بتقديم فنون الرزفة والشيلات التراثية التي أطربت الحضور ..
وبالفعل أكد الأشقاء العمانيون أنهم “سحرة محترفون” ! نعم فهم يمارسون «طقوس السحر» بسلوكهم الإنساني الذي يسلب الألباب بالمحبة والتعامل الودود ورقي الأخلاق، وكما قالت العرب في أمثالها: «إن من البيان لسحراً» وجدنا هذا السحر متمثلا في الشخصية العمانية التي تأسر القلوب بسحر السماحة والنفوس الكريمة وحسن البيان والكلام.
ويبرز سحر عمان في سياستها المتوازنة التي يقودها سلطان الحكمة قابوس بن سعيد الذي نقل هذا البلد من قلعة العزلة التاريخية إلى أفق المجد والانفتاح والتطور فأصبحت السلطنة نقطة مضيئة في محيطها الإقليمي والدولي تمارس سياسة الحياد وعدم الانحياز.
من يزور سلطنة عمان مدنها وولاياتها يصادف بلاشك طيب المعشر وحفاوة الاستقبال التي تفتح قلوب العمانيين قبل بيوتهم..
زرت عمان فيما مضى ولقيت فيها من العلماء والشعراء والأدباء ما يحرّك القريحة ويؤجج المشاعر، وعجبتُ من فصاحتهم وكثرة محفوظاتهم من الشعر الأصيل والمقامات والمتون والمقطوعات الأدبية.. وفي عمان سحر من شذا المسك والزنجبيل والهيل والبن وماء الورد والزعفران والعسل، فكلما دخلنا بيتا فاحت الأطياب، وذعذع العطر مع الترحاب، يقدّمون لنا الحلوى العمانية ثم القهوة ثم ماء الورد ثم يغمروننا بالكرم الحاتمي وأصالة الرجال من أبناء القبائل وأهل الفضائل.
شكراً لضيوفنا الذين أكرمونا بتشريفهم وعلى رأسهم الشيخ شخبوط الريسي وأخوانه وأبنائه والشاعر محمد الشامسي ، لكم ألف تحية وسلام من ممشاكم إلى ملفاكم.
د.ناصر خميس المطيري
