رغم مرور 29 عاما على كارثة الغزو العراقي الغاشم على الكويت التي تحل ذكراها اليوم، لا تزال تفاصيل كثيرة عن تلك الأيام الصعبة طي الأسرار، ولم تنلها عناية التوثيق بعد التدقيق. ولعل ذلك ما دفع أكاديميين متخصصين في التاريخ والتوثيق إلى التحذير من المغالطات التي ينشرها مغرضون حول تاريخ الكويت، فضلا عن تزايد مزيفي الوقائع والوعي الجمعي، ما يستلزم تحركا حكوميا عاجلا، من باب الواجب الوطني للتاريخ، كي لا يبقى التوثيق ناقصا لأسباب غامضة.
وقالوا لـ القبس إن ذكرى الغزو العراقي للكويت تعد مرحلة مفصلية في تاريخ الوطن، وهي كارثة ماثلة ليست في ذاكرة الشعب الكويتي فحسب، بل في ذاكرة العالم أجمع، منتقدين غياب أي مشروع رسمي يوثق هذه الكارثة بكل تفاصيلها وأحداثها وتداعياتها.
وبينما قال أستاذ التاريخ في جامعة الكويت د. عبدالله الهاجري إن المكتبة الكويتية بحاجة إلى المزيد من المؤلفات الرصينة التي توثق بحيادية لهذه المرحلة المفصلية من تاريخ الوطن، تطرق إلى مستجدات مهمة رغم مرور نحو 3 عقود على الغزو، أبرزها ظهور إصدارات ودراسات مشبوهة تنادي بإعادة صياغة تاريخ الكويت على غير أساس من الحقيقة، فضلا عن استغلال التناقضات لإيجاد فوارق اجتماعية وتصنيف طبقي لإحداث شرخ في جسد الوحدة الوطنية.
بدوره، انتقد أستاذ التاريخ في كلية التربية الأساسية د. نواف الجحمة القصور في إبراز دور المقاومة الكويتية وقضية الأسرى وشهداء الغزو، داعيا إلى صنع ذاكرة حية للأجيال. أما أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر في كلية الآداب بجامعة الكويت د. حمد القحطاني فدعا إلى توثيق الأحداث بالاستعانة بشهود العيان، الذين عاشوا كابوس الغزو ولم يبرحوا الكويت حتى التحرير.
من جهته، شدد أستاذ التاريخ الحديث في جامعة الكويت د. سعود العصفور على ضرورة أخذ الحيطة والحذر في التعامل مع هذا الملف، كاشفا عن أدعياء يتصدون له بهدف الوجاهة المزيفة والمطامع السياسية.
