الكويت – النخبة:
كشف مصدر أمني تفاصيل الحالة الصحية للعامل المصرية الذي تعرض لضرب مبرح من مواطن في منطقة الشويخ أول أمس، مؤكدًا أنه تعرض لإصابات بليغة في الرأس والوجه، نُقل على إثرها الى غرفة العناية الفائقة في مستشفى الصباح، حيث تلقى العلاج اللازم، وباتت حالته اليوم مستقرة، التي لا تدعو للقلق.
وتوصل رجال إدارة البحث والتحري في محافظة العاصمة إلى ان العامل المصري فوجئ بمواطن يدخل عليه مقر عمله في احدى شركات الدراجات النارية، ويطلب منه إصلاح دراجته النارية، لكن العامل أبلغة انه في وقت راحة، ولا يوجد أحد من العاملين.
واضاف المصدر ان المواطن لم يتفهم لنظام عمل الشركة، واشتاط غيظاً من العامل المصري ثم بادره بالاعتداء بالضرب المبرح حتى سقط مغشياً عليه، وأحدث به عدة إصابات بالرأس نقل على إثرها إلى العناية الفائقة.
واوضح المصدر ان رجال المباحث توصلوا الى هوية الجاني وصديقه الذي رافقه الى مقر الشركة، والقوا القبض عليهما، واحتجزوهما على ذمة القضية.
بيان «الداخلية»
من جانبها، أعلنت وزارة الداخلية أنه وتعقيباً على مقطع الفيديو الذي تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي ويتضمن تعرض وافد مصري للضرب على يد قائد مركبة، أن «مواطناً يمتلك شركة خاصة تقدم لمخفر الشويخ الصناعية مساء أمس الأول، للإبلاغ عن تعرض موظف بالشركة للضرب من قبل صاحب مركبة»، مشيرة الى أن «قطاع الأمن الجنائي ممثلا برجال الإدارة العامة للمباحث الجنائية تمكن من ضبط المعتدى وصاحب المركبة وهما مواطنان».
وقالت في بيان إنه «بالتحقيق مع المواطن ادعى إن الذي اعتدى على موظف الشركة صديقه وهو مواطن، وقد تم حجز المتهم ومالك المركبة، وتمت إحالة الوافد المصري إلى العناية المركزة بأحد المستشفيات بعد تعرضه لإصابات بليغة، وقد خرج الوافد من العناية المركزة في وقت لاحق بعد تحسن حالته الصحية ومازال قيد العلاج في المستشفى».
وأوضحت الإدارة أنه «تم تسجيل قضية، وإحالتها للتحقيق».
حادث فردي
الى ذلك، تصل اليوم وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج نبيلة مكرم، إلى البلاد للاطمئنان على الشاب المصري الذي تعرض للاعتداء، ومتابعة تفاصيل الحادث.
وذكرت وزارة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج، في بيان امس: فور اطلاع نبيلة مكرم على فيديو الاعتداء على الشاب المصري، تواصلت مع السفير المصري طارق القوني، والسفير الكويتى بالقاهرة محمد الذويخ لمتابعة حادث الاعتداء.
وأضاف البيان: أعربت السفيرة عن أسفها لوقوع مثل هذه الحوادث الفردية ضد المصريين، مؤكدة أنها لن تؤثر على طبيعة العلاقات الطيبة بين الشعبين، مشيرة إلى وجود الآلاف من المصريين العاملين بالكويت يتمتعون بعلاقات طيبة في بلدهم الثاني.
واطمأنت مكرم، خلال اتصال هاتفي بالسفير طارق القوني، على حالة الشاب المصري وحيد محمود، وأكدت أن وزارة الهجرة تتابع عن كثب وقائع الحادث مع السلطات الكويتية، التي بدورها تقوم بواجبها، مشيرة إلى أن الوزارة تعمل على جمع كل المعلومات اللازمة عن الحادث لضمان وحفظ حق المواطن المصري.
«الخارجية» المصرية: نشكر الأمن الكويتي
قال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية المستشار أحمد أبو زيد، في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «السفارة والقنصلية المصرية في الكويت ستظل بجوارك حتى تمام شفائك، ونيل حقوقك ومحاسبة الجاني».
وقدم الشكر للسلطات الكويتية على جهودها في ضبط الجاني.
الذويخ: حفظ حقوق المعتدى عليه
أعرب السفير الكويتي بالقاهرة محمد الذويخ عن حزنه لوقوع مثل هذه الحوادث الفردية.
وقال في تصريح له أمس إن العلاقات بين الشعبين المصري والكويتي طيبة وممتدة ولن تؤثر عليها مثل هذه الوقائع الفردية، مؤكداً توفير المعلومات الخاصة بالحادث لوزارة الهجرة لمساعدتها في التحرك تجاه حفظ حق الشاب المصري المعتدى عليه.
نتاج ثقافة الكراهية
عبرت الجمعية الكويتية لحقوق الإنسان عن أسفها من «التعامل اللاأخلاقي واللاإنساني الذي أقدم عليه المواطن المعتدي بحق العامل».
ورأت الجمعية في بيان أمس أن الاعتداء غير المُبرر هو نتاج لثقافة الكراهية التي يتم شحن المواطنين بها من خلال الوسائل الإعلامية ومنصات التواصل الاجتماعي والتي تُكرّس نفسها لبث رسائل عُنف تجاه المُقيمين داخل الكويت، محذرة أنه «في حال عدم وضع حد لهذه الثقافة، فإننا قد نشهد حالات عُنف مُماثلة وفي مواقع مُختلفة».
وحيد: فاجأني بالضرب.. ولم يكن طبيعياً
قال العامل المصري وحيد محمود البالغ 43 عاماً، الذي يعمل بائعاً في احدى شركات الدراجات النارية، إن الجاني وصل إلى محل الدراجات النارية الذي يعمل فيه، طالبا منه التعامل مع دراجته النارية.
وأضاف في مقاطع فيديو انتشرت أمس على مواقع التواصل الاجتماعي إنه ابلغ المعتدي بأن هذا التوقيت توقيت استراحة، ولا يمكنه إجراء أي عمل فيه، إلا أنه فوجئ بالمعتدي ينهال عليه بالضرب، مستغلا بنيته الجسمانية، محدثاً به إصابات عدة بالرأس نقل على إثرها إلى العناية الفائقة.
وأشار وحيد إلى أنه شعر في البداية بأن المعتدي ليس طبيعياً وكان تحت تأثير «مشروبات»، لافتاً الى ان جهود رجال الأمن والقنصلية المصرية كان كبيراً في تعاملها مع القضية.
القوني: حالته مستقرة
أكد السفير المصري في البلاد طارق القوني، أن السفارة تتابع الحادث منذ وقوعه لحظة بلحظة، لافتا الى انه واعضاء البعثة المصرية كانت لهم زيارة فورية للشاب المصري المصاب فى المستشفى، للاطمئنان على حالته التي تعتبر مستقرة إلى حد بعيد. واوضح ان السلطات الأمنية في البلاد أرسلت محققين لموقع الحادث والقت القبض على أحد الجناة، وتلاحق الثاني.
أداء مثالي للبعثة الدبلوماسية
لسنوات طويلة كنا نتابع أداء البعثات الدبلوماسية الكويتية في الخارج بفخر شديد، منبعه حرصها الدائم على تفقّد أوضاع المواطنين الكويتيين في شتى بقاع الأرض، وهو حق أصيل لكل مواطن.
أمس، حق لنا أن نفخر بأداء البعثة الدبلوماسية المصرية في الكويت عقب حادث تعرّض مواطن مصري لاعتداء على يد مواطن كويتي، هذا الفخر منبعه ليس التشكيك في العدالة الكويتية، سواء من قبل وزارة الداخلية أو القضاء، وإنما لأهمية أن يشعر الضعيف بأن هناك من يمثّله ويقف إلى جانبه حتى ينال حقوقه وفق القانون.
فور انتشار نبأ الاعتداء تحرّكت البعثة المصرية تحرّكا، ربما يجوز وصفه بــ«النادر» و«المثالي»، إذ قامت القنصلية المصرية بإرسال محام الى المستشفى لمتابعة الوضع، وتم إصدار بيان أول، تبعه بيان ثان.. وثالث حول تطوّرات الوضع، أعقبت ذلك زيارة قامت بها قنصل مصر السفيرة هويدا عصام التي تحدثت إلى المريض عقب خروجه من غرفة العناية الفائقة، وهو ما فعله كذلك سفير مصر في الكويت طارق القوني، الذي تسلم مهام عمله قبل نحو شهر تقريبا.
التحرّكات لم تقف عند هذا الحد؛ إذ أكدت وزيرة الهجرة وشؤون المصريين في الخارج نبيلة مكرم عزمها زيارة الكويت اليوم، لمتابعة تطوّرات القضية، أما المتحدث باسم الخارجية المستشار احمد ابوزيد فوجّه بدوره رسالة عبر موقع التواصل الاجتماعي (تويتر)، أكد فيها دعمه ومساندته للمعتدى عليه، حتى نيل كامل حقوقه، كما وجه الشكر للسلطات الكويتية على جهودها في سبيل ضبط الجناة.
تحرّك البعثة الدبلوماسية والخارجية المصرية كان بردا وسلاما على أكثر من 500 ألف مصري في الكويت ونحو 10 ملايين مغترب حول العالم لشعورهم الاستثنائي بأن الدولة إلى جوارهم وأن القانون سيأخذ مجراه الطبيعي، فكل الشكر لتلك الجهود التي نتمنى ألا تكون نادرة الحدوث.
