القيم الاجتماعية التربوية تغلّفت مساء الخميس بالرعب فوق خشبة مسرح عبدالحسين عبدالرضا، عندما قدمت فرقة «مسرح الخليج العربي» عرضاً مسرحياً بعنوان «التابعة»، وذلك ضمن فعاليات مهرجان صيفي ثقافي 14 الذي ينظمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.
المسرحية التي سبق وقدمت عروضاً جماهيرية في الفترة الماضية، لم تخلُ من الإثارة والغموض والكثير من مشاهد الرعب، إلى جانب استخدام الخدع المسرحية وتوظيفها بصورة ملائمة. كما حملت في طياتها رسالة للغافلين عن ذكر الله، وكذلك المقصرين في الصلاة والعبادة، إلى جانب تناولها العديد من القضايا والمواضيع الحساسة التي تهم المجتمع والأسرة، لا سيما علاقة الأزواج والأبناء والحب والكراهية والقوة والضعف والخير والشر.
تدور أحداث المسرحية بحسب “الراي”، حول امرأة (جسدت دورها هبة الدري) لديها ابنتان (جنى الفيلكاوي ودانة الأيوبي) وتريد إنجاب ولد، لكن في كل مرة يسقط الجنين، حينها تتمسك بالصلاة والقرآن لتحصين نفسها، فما كان إلا من شخص مجهول (التابعة) أن ينتقم منها عن طريق ابنتها وزوجها المهتم ببيته وبأولاده وبتربيتهم (مشاري البلام) لتلهيتها عن الدين. لكن وعن طريق المصادفة، يأتي رجل قوي وطارد للشر بكل أنواعه (أحمد إيراج) ليكون بمثابة المخلص ولإيجاد حل لهذه المشكلة التي سبق له وأن عانى منها وتغلب عليها، إذ يتمكن في نهاية المطاف من حثّهم على عدم ترك الصلاة والقرآن.
على صعيد الأداء التمثيلي، استطاعت الدري من خلال الخبرة التي تمتلكها، التلّون في شخصيتها المركبة التي احتاجت كثيراً من التركيز منها بكثير من المشاهد، كذلك الأمر بالنسبة إلى البلام الذي كان مبدعاً ومميزاً في تقديمه لشخصية الزوج، وأيضاً إيراج الذي يتمتع بكاريزما خاصة به. وبهذا يمكن القول إنهم كانوا مثالاً للفريق المتجانس والمتفاهم فوق خشبة المسرح.
أما المفاجأة في هذا العرض، فكان أداء جنى الفيلكاوي التي برعت في تقمص شخصيتها المركبة ببراعة، كما كانت حال زميلتها الطفلة دانة الأيوبي بأدائها الطفولي العفوي وكذلك لا ننسى إطلالة الممثلة الشابة غدير حسن التي تعتبر إضافة ناجحة لهذا العرض.
يذكر أن مسرحية «التابعة» من تأليف وإخراج عبدالله الرميان.
وعلى هامش العرض صرح رئيس مجلس ادارة مسرح الخليج الفنان ميثم بدر بالقول: «سعيد بما قدمناه فوق خشبة المسرح من عمل متكامل بشهادة الحضور الذين أثنوا على العرض ككل من حيث الاداء والقصة وايضاً الرؤية الاخراجية، وفي هذه المناسبة انتهز فرصة توجيه الشكر للمجلس الوطني وقيادته على حرصهم الدائم في دعم الشباب بشتى المجالات والاحتفالات، حيث إنني مع زملائي اعضاء مجلس ادارة الفرقة قمنا قبل يوم بزيارة الى الأمين العام كامل العبدالجليل في مقره، وتخلل لقاءنا الحديث حول عديد من الأمور الفنية المسرحية مع مناقشة القضايا التي تهم الفرق الأهلية في الكويت، وبشكل شخصي لمست مدى اهتمامه التام وإلمامه بالمعوقات التي تواجهنا، وبإذن الله في الفترة المقبلة سيشهد المشهد المسرحي في الكويت تغيرات عديدة الى الافضل».
