أكد رئيس ديوان المحاسبة عادل الصرعاوي أهمية القضايا التي يناقشها المؤتمر الـ23 للمنظمة الدولية للأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة “إنكوساي” في موسكو وسبل الاستفادة منها بالشكل الذي ينعكس على أداء ديوان المحاسبة.
وشدد الصرعاوي في تصريح لـ “كونا” على اهمية المؤتمر الذي شكل فرصة مهمة لتبادل وجهات النظر وسبل تعزيز التعاون بين أجهزة الرقابة العليا، مشيراً إلى أهمية الاستشارات، التي قدمتها خلال المؤتمر المؤسسات والمنظمات المختصة غير الربحية.
وشدد على أهمية الطرح الذي تقدم به الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال الجلسة العامة للمؤتمر، التي عكست القلق العميق من التحديات الماثلة أمام أجهزة الرقابة، وتأكيده ضرورة تحسين أداء أعمال الرقابة المالية وتعزيز دورها في تحسين حياة الشعوب والنهوض بالمستوى المعيشي ومتابعة تنفيذ أهداف التنمية المستدامة.
كما أكد الصرعاوي أهمية الاقتراح الذي تقدم به بوتين والداعي إلى انضمام منظمة “إنتوساي” إلى بنك المعلومات الذي يشكل مدخلا ًعريضاً إلى البيانات الضخمة التي تشكل تحدياً لكل الدول والحكومات.
تحديات الأجهزة
وأوضح أن هذه التحديات التي تواجه أجهزة الرقابة تكمن في تطبيق الاستراتيجيات المتعلقة بمتابعة أهداف التنمية المستدامة، لافتاً إلى وجود عامل مشترك يجمع كل أجهزة الرقابة يتمثل في كيفية الحصول على المعلومة والتأكد من دقتها.
وأعرب عن قناعته بأنه إذا كانت المعلومات تستند إلى مصادر دقيقة وموثقة فإن مجمل العمل سيسير في الاتجاه الصحيح.
وأوضح أن المؤتمر ركز على قضايا مهمة أبرزها مسألة تحسين الإدارة العامة واستخدام تكنولوجيا المعلومات في دعم الرقابة وسبل تحديد المخاطر وضمان الجودة وتوسيع نطاق استخدام التكنولوجيا في تحسين حياة المواطن.
وقال الصرعاوي، إن الوفد الكويتي عقد على هامش المؤتمر سلسلة من اللقاءات مع عدد من ممثلي أجهزة الرقابة في الدول الأجنبية، مشيراً إلى أن المباحثات تناولت سبل تعزيز التعاون وتبادل الخبرة وخصوصاً فيما يتعلق بتطوير العمل الرقابي وضمان الجودة والتحول من التدقيق التقليدي إلى التدقيق القائم على المخاطر.
وأشار كذلك إلى عقد اجتماع بين المنظمة العربية للأجهزة الرقابية “أرابوساي” والمنظمة الإفريقية للأجهزة الرقابية “إفروساي” الناطقة بالإنكليزية.
وذكر أن المباحثات تناولت كذلك سبل تعزيز التعاون في مجال التدقيق البيئي وأهداف التنمية المستدامة، مضيفاً أن “من الضروري أن تتهيأ أجهزة الرقابة العليا للقيام بمهام التدقيق البيئي ودراسة انعكاسه على التنمية المستدامة.
وقال إن ديوان المحاسبة بدأ العمل في هذا المجال، والجهود تتركز حالياً على تعميق هذه التجربة وتعزيز القدرات للقيام بالمهام المطلوبة.
وفي معرض رده على سؤال حول مدى الاستفادة من قرارات مؤتمر “إنكوساي” في أداء ديوان المحاسبة قال الصرعاوي، إن “من المتوقع اعتماد عدد من المعايير الإرشادية لعمليات التدقيق ومنها قياس مؤشرات الأداء الوطني والرقابة الداخلية وتطبيق المعايير الخاصة بمكافحة الفساد واستخدام تكنولوجيا المعلومات وقضايا البئية والإدارة العامة.
وأوضح أن هذه المعايير سيتم استخدامها في قضايا التدقيق والرقابة في الكويت بما في ذلك ما يخص المشتريات العامة الحكومية وغيرها من المجالات.
وأضاف أن تطبيق هذه المعايير سيكون له انعكاس مباشر على آليات مكافحة الفساد، قائلاً إن مكافحة الفساد تمثل قضية مجتمع وان أجهزة الرقابة العليا تؤدي دوراً مهماً في ذلك.
وأكد الصرعاوي أهمية تطبيق الحوكمة ومعاييرها موضحاً بهذا الصدد أن ديوان المحاسبة قطع شوطاً في هذا المجال من خلال بلورة آليات تطبيق الحوكمة في القطاع العام والخاص المشمولة برقابة الديوان.
