في واقعة غير مسبوقة في تاريخ علم الفلك، ينتظر العلماء بفارغ الصبر واحداً من أهم الأحداث المتعلقة بالأجرام السماوية، وهو حدوث تصادم، أو اندماج، لثلاث ثقوب سوداء عملاقة بمجرة بعيدة، يبلغ بعدها عن كوكب الأرض حوالي مليار سنة ضوئية.
أهمية الحدث تنبع من كونه يشمل 3 ثقوب سوداء مجتمعة، وهو شيء لم يتم رصده من قبل، حيث إن كل حوادث التصادم التي تم رصدها من قبل كانت تقع بين ثقبين فقط، حسب ما نشره الموقع الإلكتروني لقناة “Fox news” الأمريكية.
عملية اكتشاف الثقوب السوداء الثلاثة وتحديد مكانها تضمنت استخدام أكثر من مرصد وتلسكوب فلكي، أبرزهم مرصد “تشاندرا”،”Chandra”، المتخصص في الرصد باستخدام الأشعة السينية “X rays”
كانت البداية وفقا لـ”الوطن”، عن طريق تلسكوب “سلون” الضوئي، “the Sloan Digital Sky Survey (SDSS) telescope”، الموجود بولاية “نيو مكسيكو” الأمريكية، الذي كشف عن وجود تجمع كبير لمجموعة من المجرات التي بدأت مرحلة التصادم، وقد أطلق عليها العلماء لقب “نظام مجرات متصادمة”.
تم اللجوء لمرصد ناسا المخصص للمسح الفلكي بالأشعة تحت الحمراء، والمسمى “Wide-field Infrared Survey Explorer (WISE) mission”، للحصول على مزيد من التفاصيل، وقد كشف عن موجات كثيفة للأشعة تحت الحمراء، تشير على وجود ثقب أسود ضخم ونشط في حالة شديدة من التغذية أو الافتراس لمكونات المجرة من حوله.
المرحلة الأخيرة تضمنت استخدام كلاً من مرصد “تشاندرا”،”Chandra”، المستخدم للأشعة السينية، “X rays”، والتلسكوب الكبير ثنائي العدسات، “Large Binocular Telescope (LBT)”، الموجود بولاية أريزونا الأمريكية.
نجح مرصد “تشاندرا” في رصد مصدر قوي للأشعة السينية، “X rays”، موجود بمركز “نظام المجرات المتصادمة” المكتشف، وتعتبر المصادر القوية وشديدة اللمعان للأشعة السينية من أكبر العلامات على وجود ثقب اسود يقوم بابتلاع كميات كبيرة من الأجرام السماوية، كما رصد التلسكوب الكبير ثنائي العدسات كميات ضخمة من الغبار الكوني وسحب الغازات، وهما علامتان مميزتان لوجود تصادم، أو اندماج، وشيك لأكثر من ثقب أسود واحد.
ويعتبر اندماج الثقوب السوداء من الظواهر شديدة الندرة، خاصة تلك التي تتضمن 3 ثقوب، حيث أن الغبار الكوني وسحب الغازات، التي تنتج عن تصادم المجرات، تؤدي غالباً لحجب ظاهرة اندماج الثقوب السوداء، وذلك بسبب وجود نسبة كبيرة من الثقوب السوداء داخل المجرات.
الطريقة الجديدة “متعددة المراحل”، والتي تتضمن استخدام أكثر من تلسكوب ومرصد فلكي، مخصصون لرصد أنواع مختلفة من الموجات، تعتبر طريقة مبتكرة وفعالة، ويأمل العلماء في أن تكون هي بداية عصر جديد للكشف عن الثقوب السوداء المتصادمة ورصدها بدقة.
