أصبح الزواج ظاهرة تؤرق الشباب نتيجة تكبدهم ديوناً تبدأ من «ليلة العمر» ولا يعرف متى تنتهي، مما جعل الكثير منهم يتأنى والبعض الآخر يعزف عن الزواج، إما لعدم الدخول في هذه الدائرة الضيقة وإما لعدم استطاعته على توفير متطلبات بعض الآباء من المغالين في مهور بناتهم، إضافة إلى زيادة تكاليف الأفراح سواء في الفنادق أو الخيام والتي تتجاوز بعضها 20 ألف دينار لإقامة مراسم الزواج للرجال والنساء.
وإزاء هذا الهمّ الذي يعاني منه الشباب، تم تداول اقتراحات لتخفيض تكاليف الزواج، منها قصر الحفل على ديوانية المنزل، الأمر الذي يقلل من التكاليف حيث يقتصر الحفل في هذه الحالة على الدائرة القريبة من المعرس، من دون التكاليف الكبيرة التي تفرضها حفلات الخيام أو الفنادق.
«الراي» استطلعت آراء مجموعة من شيوخ ووجهاء القبائل في هذا الأمر، فكانت البداية مع شيخ قبيلة العوازم، فلاح بن جامع الذي أكد أن أبناء الكويت ميسورون مادياً وباستطاعتهم إقامة أفراحهم كل بحسب استطاعته، سواء في ديوانه أو في خيمة أو في فندق.
وقال بن جامع إن «أبناء القبائل عندما يقيمون وليمة عشاء يحضرها ما لا يقل عن 100 رجل، وبالتالي فإن معظمهم لا يملك المساحة الكافية لإقامة عرس، لذا يلجأ إلى الخيام أو صالات الفنادق لإقامة فرحه كل حسب قدرته المادية»، معرباً عن تأييده تقليص تكاليف العرس وعدم تحميل الزوج الدين لاستكمال نصف دينه. وشدد على ضرورة أن يراعي الآباء حالات الشباب وتقليل المهور، واتقاء الله في أبنائنا في مساعدة الزواج والقضاء على العنوسة والمشاكل الاجتماعية التي تنتج عن ذلك.
بدوره، أيد شيخ قبيلة مطير فيصل بن بندر الدويش، تقليل نفقات العرس، مشيراً إلى أنه زوّج 16 من أبنائه في ديوانه، ولم يزوجهم في الخيام التي يلجأ إليها من ليس لديه مكان كاف يتسع للمدعوين، وخصوصاً أن معظم أبناء القبائل هم معارف وأصدقاء ومدعوون وقد يتجاوز الحضور 500 رجل، فأي ديوانية تتسع لهؤلاء؟
وأشار إلى ضرورة تقليص تكاليف الزواج من خلال تقليص المهور وإلغاء حفلات أفراح النساء في الصالات والفنادق واقتصارها على البيوت، مبيناً أن «هذه الظاهرة التي توسعت في السنوات الاخيرة تكلف المعرس من 5 إلى 10 آلاف دينار، بينما أفراح الرجال في الخيمة لا تكلف 4 آلاف دينار».
وبيّن الدويش أن «تخفيض المهور طبقته قبيلة مطير منذ العام 1986 والذي حدد بـ5 آلاف دينار، مع قطع العانية وتركها لمن يرغب أن يساعد ابن عمه أو صديقه ومن دون التزام».
من جهته، اتفق شيخ قبيلة بني تميم، عويد آل خشيم بن رميزان التميمي، مع زملائه من شيوخ القبائل الآخرين، بشأن ضرورة التخفيف من أعباء الزواج على الشباب، مؤكداً أن اللجوء إلى إقامة الأعراس في الخيم سببه ضيق الدواوين وكثرة المعارف والأصدقاء، ولكن هذا لا يمنع من تخفيف التكاليف أو إقامة العرس في الديواينة، بحسب مقدرة الشخص المادية وعلاقاته الشخصية.
كذلك، أيد الشيخ فهد عبدالعزيز الماجد بن سويط، إلغاء أعراس الخيام واقتصارها على الدواوين ودعوة أبناء العمومة والأصدقاء المقربين، وذلك بهدف تقليل التكاليف التي يكون العريس في حاجة ماسة لها للسفر مع زوجته لقضاء شهر العسل أو تأثيث شقته أو منزله أو شراء سيارة، عوضاً عن تبذيرها في الأفراح التي تكلف الكثير.
وأوضح بن سويط أنه «من الصعوبة تطبيق العرس الجماعي خاصة أن الكويتيين لديهم القدرة على إقامة أعراسهم لوحدهم سواء في خيمة أو ديوانية، ولكن هذا لا يمنع لمن يرغب أن يتفق مع مجموعة على إقامة عرس جماعي وبرعاية جمعية خيرية أو شخصية اجتماعية متميزة حتى وإن كانت رعاية حكومية، وذلك في خطوة نحو تشجيع الشباب على الزواج ما يساهم في القضاء على العنوسة بين النساء والتي زادت نسبتها في السنوات الاخيرة».
وطالب بن سويط الآباء بتخفيض المهور التي وصلت إلى مستوى لا يستطيع الشاب توفيرها، إضافة إلى تقليص تكاليف الزواج قدر الإمكان حتى لا يكون الزواج عبئاً وديناً وثقلاً على الزوج والذي يستمر على مدى سنوات لقضاء هذا الدين.
كما طالب أبناء القبائل بإقامة الاحتفالات الاجتماعية كمناسبات التخرج في الجامعة أو الطلبة الضباط أو غيرها من المناسبات التي تخفف عن كاهلهم وتيسر على المدعوين في المباركة عليهم، في مكان واحد بدلاً من توزيعه على أيام وأماكن عدة.
