تعد مدرسة حمادة الاهلية التي تأسست في نهاية القرن ال19 من اولى المدارس الكويتية التي اهتمت بتوفير عامل الترفيه والترويح النفسي عن الطلاب الى جانب دراستهم.
وعمد القائمون على المدرسة التي تأسست في منزل (آل حمادة) بفريج سعود في الحي القبلي بالكويت العاصمة على تنظيم رحلة برية سنوية (كشتة) في فصل الربيع الى منطقة نايف بالعاصمة لمدة اسبوع كامل ليجدد الطلاب خلالها نشاطهم حتى يعودوا الى دراستهم بنفسية افضل.
بدأت المدرسة التي اهتمت بتدريس علوم القرآن الكريم على يد المعلمين راشد حمادة وجاسم حمادة بعدد قليل من الطلبة ثم توسعت وتطورت لتستوعب اكثر من مئتي طالب حتى اغلاق ابوابها في عام 1950.
وحول هذا الموضوع قال الباحث في التراث الكويتي محمد جمال في لقاء مع وكالة الانباء الكويتية (كونا) أمس الخميس انه مع تزايد عدد الطلاب المنتسبين الى المدرسة تم استئجار منزل ابراهيم الياقوت القريب منها للتوسع الدراسة فيها لتشمل مواد اللغة العربية والفقه ومسك الدفاتر.
واضاف جمال ان عددا من المدرسين انضموا الى المدرسة بعد توسعها من بينهم علي الدويسان – كان ضريرا – لحقه بعدها كل من الشيخ عبدالعزيز حمادة الذي استلم ادارة المدرسة في فترة لاحقة وملا محمد بن علي ويوسف الصالح وعبدالله العبيد.
واوضح انه بعد ذلك انتقلت مدرسة حمادة الى ديوان الشيخ حمود الجراح – يقع في سوق خليل القطان على مقربة من (كاركة) آل جمال ويتألف من دورين – والذي تم تأجيره لهذا الغرض بعد ازدياد عدد الطلاب وعدم استيعاب المقر القديم لهم.
وذكر انه بانتقال المدرسة الى مقرها الجديد تمت تسميتها (مدرسة الارشاد لتعليم الاولاد) وتم توسيع وتطوير التعليم فيها حتى اصبح عدد فصولها سبعة فصول يدرس في كل فصل مستوى معين من الدروس.
واستطرد انه ازداد عدد الطلاب ليصل الى نحو 200 طالب والتحق بالمدرسة عدد آخر من المدرسين منهم الشيخ عطية الاثري وملا مساعد النجدي ومحمد بن لحيان.
واشار جمال الى انه بازدياد عدد الطلاب وتوسع المدرسة تطورت واتسعت مناهجها لتتماشى مع متطلبات الزمن فبدأت بتدريس اللغة العربية والفقه ثم ادخلت دراسة مسك الدفاتر والنسخ التجاري والخط واللغة الانجليزية.
ولفت الى ان الدراسة فيها كانت على فترتين صباحية ومسائية وتعطل اعمالها مساء الاثنين ومساء الخميس ويوم الجمعة من كل اسبوع.
وقال الباحث في التراث الكويتي انه في عام 1930 انتقل الشيخ عبد العزيز حمادة الى سلك القضاء فتسلم ادارة المدرسة اخوه المرحوم علي حمادة يساعده احمد حمادة كما انضم اليهم عدد من المدرسين الآخرين منهم عبدالعزيز البالول وعبدالله البالول وراشد الغنام وآخرون.
وذكر انه في عام 1936 تسلم يوسف حمادة ادارة المدرسة التي انتقل مقرها الى عمارة معرفي وبعد فترة ايضا انتقل مقر المدرسة الى مبنى (مدرسة السعادة للايتام) التابعة للتاجر المعروف شملان بن علي.
واوضح ان هذه الفترة من تاريخ مدرسة حمادة الاهلية شهدت استخدام الكراسي لجلوس الطلبة في حين كانوا يفترشون الارض سابقا كما تم تعيين كل من عبد الحميد التناك وعبداللطيف العثمان وميرزا الشيرازي كمدرسين للغة الانجليزية في المدرسة.
وعن رواتب المدرسين بين الباحث جمال ان راتب المدرس عند افتتاح المدرسة بلغ ثلاثة روبيات ازداد تدريجيا حتى بلغ 10 روبيات ثم 15 روبية واستمرت في التزايد حتى مرحلة الأربعينات.
ولفت الى ان مصدر الدخل للمدرسة وخاصة في بدايتها كان يعتمد على (الخميسية) التي يدفعها الطلبة في نهاية الاسبوع والتي تبلغ (آنة) واحدة أو (آنتين) بالإضافة إلى ما يدفعه الأهالي لمدير المدرسة في الأعياد والنوافل.
واشار الى ان المدارس الاهلية لم تكن تتوقف عن التدريس في اثناء فترة الصيف بل تبقى مفتوحة طوال العام مما يجعل كثيرا من طلبة المدارس الحكومية يتجهون اليها خلال العطلة الصيفية.
واستدرك جمال قائلا انه بتأسيس دائرة المعارف عام 1937 شرع الطلبة في التوجه الى المدارس الحكومية التي ازداد عددها نظرا الى المميزات التي تقدمها لهم كالكتب المجانية والمناهج الدراسية المتنوعة فتناقص عدد طلبتها لينتقل مقرها اثر ذلك الى فريج الشيوخ في ديوان الشيخ دعيج السلمان حتى اغلاقها عام 1950.
