صرخة وطن
ما أشبه الأمس البغيض باليوم الأليم رغم أختلاف العدو المتربص بنا والذي أظهر لنا أنيابه لإخافتنا وترهيبنا فبالأمس البعيد كان عدونا النظام العراقي البائد ورغم ما عانيناه سبع شهور من ظلم واستبداد وقهر مستميت إلا إننا استطعنا بفضل الله أولاً ثم حنكة حكومتنا آنذاك وتكاتف الشعب الكويتي وترابطهم بعضهم ببعض تخطي هذه الأزمة وأصبحت ذكريات الأسر والمعتقل من الماضي الأليم وباتت حكايات أسرُ تروى لجيل لم يعش تلك الحقبة المظلمة وبطولات لأشخاص عايشوا ويلات الأسر وشربوا من كؤوس التعذيب إلا أن أرتوا .
واليوم ها نحن نعاني من غزو جديد ولكن بحلة مختلفة فهذا العدو يرتدي ثوب مرضٍ أليم وهو مرض فيروس كورونا المستجد فبات هذا المرض مستقرُ في أغلب دول العالم وأصبح خطراً يهدد المجتمعات الدولية التي أضحى شغلها الشاغل محاربة هذا العدو العنيد وسخرت كل امكانياتها لمواجهته والقضاء عليه .
إن في المصاعب والمحن تكشف لنا معادن الأفراد وها نحن شعب الكويت بكافة أطيافه ومذاهبه نلتف من جديد حول حكومتنا الرشيدة لنلبي النداء ونلتزم بكافة القرارات الصادرة من الجهات المختصة التي تنصب في نهاية المطاف في سلامتنا لا نريد أن نكون أسرى المرض ونعاني من جديد البعد عن الأهل والأحباب بسبب العزلة في حال الإصابة بهذا الفيروس ويجب علينا إن أردنا الخروج والقضاء على هذا المرض الخبيث الإلتزام التام بتعليمات الحكومة متمثلة بقرارات وزارة الصحة والجهات الأخرى .
في عام 1990 استطعنا بفضل وحدتنا التغلب على الأحتلال العراقي واليوم نستطيع أن نتغلب على هذا العدو الجديد إن إلتزمنا بالتعليمات بشكل تام فهذه صرخة وطن يناشدكم الإلتزام بالتعليمات وذلك للخروج من هذا المأزق فهل من مجيب ؟
ولو أردنا تسليط الضوء على أهم ايجابيات هذا المرض فسيكون هو العامل المشترك ما بين الأمس واليوم والمتجسد في الحب المتبادل بين الحاكم والمحكوم ، فهذا صاحب السمو أمير البلاد حفظه الله ورعاه سخر كل إمكانيات الدولة للوصول بأفراد الشعب لبر الأمان وأعطى توجيهاته الساميه للوقوف مع المواطن الكويتي البسيط أولاً فكل الشكر والإمتنان لسموه وليس غريب على أمير الإنسانية أن يجند كل إمكانيات الدولة من أجل الشعب ومهما قلنا فلن نوافي سموك حقك من الشكر والعرفان ، فشكراً لسموك من قلبٌ محب وشكراً لكم جميعاً ودمتم سالمين للوطن الغالي الكويت .
عقيد ركن متقاعد
ناصر سلطان سالمين
أسير سابق محرر
