“فضحِكتْ … فبشّرناها”
عندما يكونُ الفرحُ عبادة ،
ستكون البُشرى خاتمةً لهذه العبادة.
في قوله تعالى :(فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا)،
هل جرّبت أن تقرأها بحضورٍ ذهني، وروحيّ، وسألت نفسك:
مالذي جعلها تضحك قبل البشارة !
بل من أين جائتها الثقة لتضحك قبل البُشرى؟
هل هو إستشعار منها للأمر قبل حدوثه ؟
أم هو شعورها المتفائل الذي أدى الى جذب الأحداث؟
بعيداً عن فلسفة التخاطر (Telepathy)، وعلوم ماوراء النفس وتفاعل الإحساس مع الحركة!
فجميعها علومٌ خارجة عن حدود إستيعاب العقل البشري ،
الأمر ببساطة:
هو أنها تفائلت
واستبشرت
فبُشِرت!
كانت مدركة لداخلها إدراكٌ عقليّ،
فالوعي قد لا يغير القدر
لكنه حتماً سيغير طريقة تعاملك مع الحدث،
فبالرغم من ان جميع المعطيات من حولها توحي بإستحالة تحقيق الحلم
و بالرغم من إحساسها بالعجز
ضحكت
فجائتها بشرى من ورائها بشرى
( فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ )
“فالقدر لا شرّ فيه بوجه من الوجوه
بل هو خير محض و كمالٌ من كل وجه”
فقد كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنه.
فلا تحزن بسبب جهلك بالأسباب والأقدار
ولا تيأس بسبب محدودية فكرك وفهمك
“ف أنت تشاء واللهُ يشاء ماتشاء إذا شاء”،
ف اضحك على قدر اتساع رغباتك …
و اضحك على قلّة وضعف إمكانياتك…
وانغمس في صنع حياة طيبة
ولا يشغلك كيف بدأنا ومتى سننتهي،
فماهي إلا أحداث نعيشها لنرويها
فاختر فصول روايتك
واملأها ضحكاً
فالضحكُ في زمنِ القلقِ إعجاز.
الكاتبة: نوير العتيبي.
