عبرة من التراث الهندي
يقال بانه هناك قرية في قديم الزمان كانوا يطلقون لقب “المهراجا” على الشخص عندما يبلغ مرتبة معينة من الثروة، واللقب لا يحصل عليه الانسان لارتباطه بأصل ما او سلالة معينة، انما حين يبلغ درجة رفيعة من الثراء، بالتالي حين يخسر المهراجا ماله وثروته يسحب منه اللقب تلقائيا ويعود كبقية الناس العاديين. فإنه جماعة “المهراجاوات” في هذي القرية حريصون على ان لا يدخل ناديهم الخاص إلا من يرضون عنه.
وعندما تتوافق الظروف ان يثرا أحد ما رغما عنهم، يجدون وسيلة للتخلص منه وإرجاعه الى مكانته السابقة فيتظاهرون بالاحتفال، ومن ضمن فعاليات الاحتفال يقومون بإهدائه “فيلا ابيض”.
يعتبر الفيل الأبيض من الحيوانات المقدسة في ذلك القرية وفصيلة نادرة، ويعامل كإله ولا يتحمل ركوب الناس عليه كبقية الفيلة. ويجب ان يسكن بمكان خاص ويقدم له الكثير من الطعام كالخضروات والفاكهة في أوان من ذهب، وان يجعل له من يرعاه ويقوم على خدمته طوال الوقت. وهذا “المهراجا” المبتدأ جديد على هذي الحياة الفارهة ويريد ان يثبت مكانته بين المهراجاوات فيسارع بقبول هذا الفيل المقدس.
فيتكفل بعنايته ومع مرور الوقت يجد نفسه في ورطة الإنفاق الشديد على الفيل المقدس، سرعان ما قد اكتشف انه قد صرف ثروته وماله ووجد انه عاد كما كان الى طبقته الاجتماعية، وانه اللقب لا يؤهله لأن يكون “مهراجا”، فكم من شخص تلقى فيلاً أبيض كهدية في وطننا ؟!
الكاتب: سعود عبدالقادر الأحمد.