أعزائي القراء والمتابعين يسرني أن أصطحبكم معي في جولة افتراضية واجهتها العقل الباطن لنكتشف ما بداخلكم من حقيقة واعترافات ربما تتطابق مع الواقع أو تتعارض معه نظرا لأسباب اجتماعية أو سياسية أو طبقية أو عرفية تكون سببا في بقائها بداخلكم دون إمكانية التعبير الحقيقي عنها فيسير الجميع كمجموعة مؤلفة من أفراد مختلفين تماما في قناعاتهم!
ارتفاع رحلتنا «العقل الباطن» محددة فعلا من خلال عدد من المواد والقوانين وعددها «١٨٣ مادة» في خمس فصول في كتاب اسمه «الدستور الكويتي» يحمل بين ضلوعه الكثير والكثير، ولكن نعمل به بالقليل القليل أو بعبارة أخرى وضعناه تحت تصرفنا ومصالحنا وجردناه من قوته التي لو بسطت بالشكل المطلوب لجعلتنا ننتقل لمرحلة «الاختيار للأفضل» والبقاء للأصلح.
يا ترى كم شخصا منا قادر على الاختيار «الحر» بين أن يكون في أحد الاتجاهين في مفهوم الديموقراطية وحق الانتخاب أو الترشيح؟ طبعا دون أن يستشير الأهل والأقارب أو يأخذ الإذن للسماح له أن يستخدم حقه المكتسب كونه أحد أفراد هذا المجتمع الديموقراطي!
هذه كلمات موضوعية صحيحة، ولكن في الحقيقة انك ربما اخترت على أساس مغاير تماما وانت تملك الإجابة في داخلك فعلا، تذكر ذلك اليوم حين اصطحبت معك الجنسية الكويتية وتوجهت لمركز الاقتراع التابع لك وبعد تسليمك الورقة وضعت بالقلم علامة «صح» لذلك الاسم، فهل اخترته لأنه يملك المؤهلات العلمية العليا والممارسة الفعلية والخبرة العملية في مجال أو عدة مجالات جعلتك على يقين من اختيارك لترشحه بالفوز بالمقعد الأخضر من ضمن خمسين مقعد؟! أو لأنه من العائلة أو الجماعة؟! او بسبب طائفي او قبلي؟ او لأنه انجز لك معاملة أو وعدكم بالحصول على مقاعد ضمن المقبولين بالجيش والشرطة والإطفاء والبعثات الدراسية والبعثات الديبلوماسية والتعليمية والصحية ومعاملات للعلاج بالخارج وتعيين أبنائكم سكرتارية في مكتبه؟! وما اكثرها الوعود ومغرياتها لتشتتكم عن المعنى الحقيقي لهذا العرس الديموقراطي او ربما بمجرد وصول البعض يحصل الطلاق بينه وبين ناخبيه وحينها لا ينفع الندم الذي قد يستمر لمدة 4 سنوات وإثارة تستمر لأكثر من ذلك.
تخيل أنك تملك أن تختار هذه الرحلة واتجاهها وأهدافها ونتائجها مسبقا، ثم تلعن هذا وتشتم ذاك والحقيقة التي لن تتقبلها أنها من صنع «يدك».
اقتربت الرحلة القادمة، فهل اخترت الواجهة الجديدة بعد التجربة وبعد انغماسك في رحلتنا الافتراضية في عقلك الباطن!
بالمختصر: النظام الديموقراطي يسير في مراحل إذا حدث خلل في إحداها تضرر الجميع.
رسالة: إذا كانت تقسيمة المقاعد في كل دائرة حسب ما هو متعارف عليه فهذا بيع بالتجزئة للديموقراطية، فهل سيتغير نظام الانتخابات مستقبلا بشكل يجعلنا لسنا بحاجة للأموال أو تأييد المجاميع أو التيارات ويكون المستحق فقط من يمثل الأمة؟.
