في ظاهرة علمية غريبة حيرت العلماء تتجمع سنويا في حقل الشاهين النفطي البحري الواقع قبالة الساحل الشمالي الشرقي لقطر أعداد كبيرة من سمك قرش الحوت مما يجعل العلماء محتارين لوجودها في بيئة مائية تتعدى حرارتها ال40 درجة مئوية.
واحتار العلماء في هذه الظاهرة التي لا توجد إلا في مناطق قليلة بالعالم اذ يتم يوميا رصد تجمع حوالي اكثر من 100 من قرش الحوت قرب الشعاب المرجانية الموجودة بكثرة في تلك المنطقة الواقعة على بعد حوالي 90 كيلومترا شمال غرب الشواطئ القطرية فضلا عن كونها ذات نشاط صيد محدود مما يجعلها واحدة من الظواهر الطبيعية المتميزة في المنطقة.
وتتفرد قطر عن باقي دول العالم بأنها تستضيف قرش الحوت في مياهها الإقليمية لأكثر من خمسة أشهر تبدأ من شهر ابريل حتى نهاية سبتمبر بينما لا يتعدى وجودها في بلدان أخرى سوى 4 أو 5 أسابيع على الأكثر.
وفي هذا السياق قال مساعد مدير إدارة المحميات الطبيعية في وزارة البلدية والبيئة بقطر سالم حسين ال سفران لوكالة الانباء الكويتية (كونا) اليوم الخميس انه بعد مشاهدات لتجمعات كبيرة من سمك قرش الحوت تصل إلى المئات في ذلك المكان الساحلي أبدت الوزارة اهتماما كبيرا بهذه المستجدات في البيئة البحرية القطرية.
وأوضح ان قرش الحوت يعتبر من أكبر الأسماك في العالم اذ يبلغ طوله 15 مترا ويتعدى وزنه 30 طنا ما يجعله من أكثر الأسماك ضخامة في العالم مبينا انه تم رصد نحو 400 قرش حوت في (حقل الشاهين) وهي تأتي لتتغذى على بيض صغار أسماك التونة (الكنعد) التي تضع ملايين من البيض في فصل الصيف بتلك المنطقة خلال الفترة من أبريل الى أكتوبر من كل عام.
وعن خطط الوزارة لدراسة هذه الظاهرة قال ال سفران ان الوزارة اطلقت عام 2011 مشروع بحث قرش الحوت لاستكشاف الحيتان وأسماك القرش في المياه القطرية فأمكن التعرف على سلوكيات هذه المخلوقات وهيكلها مبينا ان نتائج البحث تساهم في ضمان حماية وحفظ هذا المخلوق العملاق اللطيف ليس فقط في (حقل الشاهين) ولكن أيضا على المستوى العالمي.
وأشار الى أن الوزارة بدأت عام 2019 دراسة تهدف الى تحقيق الحفاظ الملائم والاستغلال المستدام لأنواع قرش الحوت وذلك من خلال الاستعانة بأجهزة تتبع بمساعدة الأقمار الصناعية حيث تم تثبيت أجهزة تتبع على 12 سمكة قرش حوت بحيث يمكنهم تحديد مكانها بدقة لدى صعودها إلى سطح الماء وهو ما يتيح رصد طريقة غوص هذه الأسماك وتعقبها ودراسة سلوكها وأماكن وجودها.
وقال ان هناك نمطا من البقع يميز أنواع أسماك قرش الحوت عن بعضها على نحو أشبه ببصمات الأصابع وهو ما مكن الباحثين من رصد أكثر من 400 قرش حوت منها حتى الآن في الخليج العربي.
واضاف انه تم إطلاق فيلم وثائقي لقرش الحوت لأول مرة في قطر من قبل احد حائزي (جائزة إيمي) في التصوير الوثائقي تحت الماء والذي صور التجمعات الهائلة لأسماك قرش الحوت بصورة متميزة.
يذكر أن أسماك قرش الحوت توجد في المحيطات الاستوائية والدافئة وتعيش في البحار المفتوحة ويصل عمرها إلى نحو 70 عاما وعلى الرغم من ضخامة أحجامها وكبر حجم فمها فإنها تتغذى أساسا وإن لم يكن حصرا على العوالق والنباتات الميكروسكوبية والحيوانات والأسماك الصغيرة.