موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب كانت له أغنية جميلة عن النهر الخالد نهر النيل، مازال الناس يرددونها لحلاوة كلماتها ولحنها الجميل الذي لحنها موسيقار الأجيال عبدالوهاب وما زلت أذكر كلماتها التي تقول:
مسافر زاده الخيال والسحر والعطر والظلال
ظمآن والكأس في يديه والحب والفن والجمال
شابت على أرضه الليالي وضيعت عمرها الجبال
ولم يزل ينشد الديارا ويسأل الليل والنهارا
والناس في حبه سكارى هاموا على شطه الرحيب
آه على سرك الرهيب وموجك التائه الغريب
يا نيل يا ساحر الغيوب
مازال أهل مصر الحبيبة يعيدون قصص ارتباط أهل مصر بالنيل الخالد نهر النيل.. إنهم يحيون مناسبة عروس النيل حيث كان المصريون القدامى يختارون أجمل فتاة بمصر ليقدمونها هدية للنيل وكان هناك ارتباط مقدس بين المصرين والنيل.. حيث كانوا يتخذون النيل إلهاً.
لقد جعل الخالق من نهر النيل هبة لكل من يعيش على جانبيه، ولم يكن هذا النيل ملكا لأي شعب من الشعوب التي تعيش على شاطئيه، إنه هبة الله لعباد الله، ولابد أن تدرك كل الشعوب أن النيل ليس ملكا لأحد وإن الله أجرى هذا النيل ليكون هبة لكل الشعوب ولا يحق لأي دولة أن تستغل مياه النيل لمصالحها بل لابد أن تحافظ الدولة مثل أثيوبيا التي تريد بناء سد النهضة أن تعي أن النيل هبة المولى الرزاق فهو الذي أجرى نهر النيل في دول النيل والتي منها مصر والسودان يبدو أن الأمور قد وصلت إلى مجلس الأمن ليجد حلا للنزاع القائم بين مصر والسودان وأثيوبيا ومن المفروض أن يكون لجامعة الدول العربية دور مؤثر وداعم للموقف المصري والسوداني، ولابد من إيجاد حل يجنب المنطقة من حرب قد تؤثر على كل الدول الأفريقية، وأن الحرب مدمرة وقد تطول ويكون لهذه الحرب آثارها السلبية على الوضع الاقتصادي والاجتماعي لكل الدول الأفريقية، وآن الأوان لأن يكون لجامعة الدول العربية الدور المؤثر وأن تباشر بإحياء لجان الجامعة ومنها لجنة الدفاع العربي المشترك كذلك هناك مشكلة المياه في العراق حيث قامت تركيا ببناء عدة سدود على نهري دجلة والفرات، وأثرت هذه السدود بجفاف نهري دجلة والفرات في العراق.
لقد انشغلت الشعوب العربية في عدة دول بالخلافات الطائفية والقبلية وحروب أهلية ولابد أن يدرك الشعب العربي خطورة الأوضاع العربية السيئة بسبب هذه الخلافات، إيران تتحكم بالسلطة في سورية ولبنان والعراق واليمن، ورغم تمسك إيران باحتلالها لهذه الدول إلا أنه ليس لها أي دور لمنع أثيوبيا وتركيا من بناء سدود على أنهار تمر في العراق وسورية ومصر والسودان، وتجنب هذه الدول من التعرض للفقر والمجاعة بسبب تعرض هذه الدول للجفاف.
دعونا نفكر بمصير شعوبنا العربية أمام هذه الأزمات وأن نتكاتف في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها أشقاؤنا العرب في هذه الدول.. بإمكان العرب أن يضغطوا على هذه الدول ومنعها من التأثير على المصادر المائية التي تستفيد منها شعوبنا العربية.
والله الموفق.
