كثيرون كانوا يتوقعون توافر الأسماك وانخفاض أسعارها خلال عطلة عيد الضحى المبارك مع كثرة أعداد المضحين وانتشار لحوم الأضاحي، غير أن ذلك لم يتحقق وكانت المفاجأة عدم توتفر الكثير من أنواع الأسماك المحلية باستثناء اسماك النويبي والسبيطي والشيم مع ارتفاع أسعارها بشكل مبالغ فيه.
وعلى الرغم من السماح بصيد الميد خلال الفترة السابقة وكذلك السماح بصيد الزبيدي منتصف الشهر الجاري، الا ان الاسواق كانت خالية منهما، وعلل اغلب البائعين ذلك بسبب سفر اغلب الصيادين خارج البلاد وعدم تمكنهم من العودة، وكان من الملاحظ أيضا ارتفاع اسعار الاسماك المستوردة بشكل غير متوقع ولمتابعة أوضاع سوق السمك، كانت جولة «الأنباء» في سوق الأسماك بشرق، وفيما يلي التفاصيل:
في البداية، التقت «الأنباء» المواطن علي القلاف الذي قال: اتيت ابحث عن سمك الزبيدي والهامور الكويتي ولم اجدهما في جميع محلات السمك، مضيفا: وجدت سمك السبيطي المحلي واخذت منه رغم ارتفاع سعره ووصول الكيلو الى 5 دنانير وفضلته على باقي الاسماك المستوردة لأنه طازج ومحلي.
أين الأسماك؟
بدوره، قال عماش العنزي: المحلي شبه منقرض من السوق ولم اجد من الاسماك المحلية سوى «النويبي» و«الشيم»، متسائلا: أين الزبيدي وأين الميد والهامور وأين باقي الاسماك المحلية التي كانت تتوافر اغلب الايام في اسواق السمك؟ وهذا السؤال أوجهه الى المعنيين في هيئة الزراعة والثروة السمكية والى وزارة التجارة.
وأضاف العنزي: حتى الاسماك المستوردة اسعارها اليوم اغلى من اسعارها التي كانت في السابق، واغلى من اسعار الاسماك المحلية سابقا، وقال: هل يعقل اليوم ان يصل سعر كيلو سمك البالول المستورد من باكستان الى 5 دنانير رغم ان البالول المحلي سابقا لم يصل الى هذا السعر وهو طازج «يلبط» توه نازل من الطراد؟ كما ان اسعار الاسماك المستوردة في الدول المجاورة اقل من اسعارها في اسواقنا بكثير، وانا اطالب الجهات المعنية بالرقابة على السوق وضبط الاسعار بشكل جيد لمنع الاستغلال، وبتوفير كميات كبيرة من الأسماك على اختلاف أنواعها.
أسماك مستوردة
كما تحدث محمد البطاينة قائلا: من بداية فترة السماح بصيد الزبيدي أي من تاريخ 15 الجاري، وانا اتردد على سوق السمك وجئت اكثر من اربع مرات ولم اجد له اي اثر في السوق، وأيضا هناك اختفاء لأغلب الاسماك المحلية باستثناء بعض الاسماك غير المحببة أو المرغوبة لي وللكثيرين، حيث أن اغلب المتوافر بالسوق هي اسماك مستوردة من باكستان ومن بعدها الاسماك الايرانية واسعارها مرتفعة جدا، حيث بلغ سعر كيلو سمك الزبيدي المستورد 10 دنانير اليوم عقب ما كنا نشتريه بسعر لا يتجاوز 4 دنانير، وهذا امر محير وادعو الجهات المختصة الى متابعة الموضوع لمعرفة الاسباب ومعالجتها.
أكبر بحر
أما عبدالسلام البذالي فقال لـ «الأنباء»: «تبي تعرف وين السمك المحلي؟ تجده محتكر عند اصحاب المطاعم الشهيرة وعند الفنادق، وانا في كل مرة ابحث عن السمك المحلي بالسوق وحتى لو كانت اسعاره مرتفعة، ولكن لا اجده.. ليش ونحن نملك اكبر بحر ويحتوي على اطيب الاسماك وهو بحر الخليج وكنا نقوم بتصدير بعض انواع الاسماك الى الدول المجاورة؟ والكل يعرف ان الاسماك الكويتية نظيفة وطيبة بسبب نظافة مياه الخليج، وحاليا اضطررت ان اشتري الاسماك المستوردة رغم غلاء اسعارها عن السابق، وهذا بسبب احتكار صاحب المطعم وصاحب الفندق، وعدم توفير الأسماك بالسوق».
أمر مستغرب
والتقينا أيضا مع أحمد الحداد الذي قال لـ «الأنباء»: إن غياب الاسماك المحلية امر مستغرب رغم ادعاء اصحاب المحلات ان سبب عدم تاوفر الاسماك المحلية هو سفر اغلب الصيادين خارج البلاد وعدم استطاعتهم العودة بسبب جائحة «كورونا» وبسبب إغلاق الحراج للاحترازات الصحية، مما دعا بعض الصيادين الى بيع اسماكهم خارج السوق لبعض المطاعم الشهيرة وبسعر مرتفع.
وأضاف الحداد: إن بحر الكويت فيه خير كثير والقادم افضل ان شاء الله تعالى، واتمنى أن تعود الامور الى نصابها بعد انتهاء جائحة «كورونا» وعودة الصيادين وانا اليوم اكتفيت بشراء هامورين مستوردين.
عودة الصيادين
وفي منطقة «اللنجات»، التقينا الصياد عوض محمد فقال: اغلب اللنجات تعد العدة للعودة بقوة للبحر والصيد بعد تاريخ 1 أغسطس، وهو تاريخ عودة الصيادين العالقين خارج البلاد، وان شاء الله بعد اول اسبوع من شهر اغسطس ستعود اللنجات محملة بالاسماك المحلية من بحر الكويت بحر الخير، وان شاء الله تعالى يكثر السمك المحلي وتنخفض اسعاره وتنخفض أيضا اسعار الاسماك المستوردة، وبسؤاله عن سبب غياب اسماك الزبيدي والميد رغم السماح بصيدها في المياه الاقليمية، قال: 70% من العاملين في اللنجات واشباك الغزل بالتحديد من المصريين، وحاليا هم غير متواجدين في البلاد بسبب السفر وعند عودتهم اتوقع ان تصل اغلب الاسماك الى اسعارها الطبيعية وأن تتوافر بكثرة، وأن يصل سعر كيلو الزبيدي الى 7 دنانير ان شاء الله.
