شهدت الساحة الثقافية اهتماماً ملحوظاً و بارزاً في مجال الكتابة في تاريخ الكويت ، فتوالت الإصدارات و تنوعت سواءً من جهات رسمية أو أهلية أو شخصية .
الاهتمام بكتابة تاريخ الكويت لم يكن منحصراً على الكويتيين بل امتد إلى غيرهم من عرب و أجانب ، و من الكتب المهمة المؤلفة من قبل كويتيين نذكر كتاب كاظمة في الأدب والتاريخ للدكتور يعقوب يوسف الغنيم ، وكتاب مختصر تاريخ الكويت لراشد الفرحان ، و كتاب من هنا بدأت الكويت لعبدالله الحاتم ، أما من الكتب المؤلفة من غير الكويتيين نذكر كتاب التحفة النبهانية القسم الخاص بالكويت لمحمد النبهاني ، وكتاب أيام الكويت لأحمد الشرباصي ،وهذه الكتب صدرت في مرحلة مبكرة ، واليوم تمتلئ الساحة بالكتب التي تتناول توثيق تاريخ الكويت بشكل عام كذكر التسلسل التاريخي للأحداث ومنها ما يتناول موضوعاً خاصاً معيناً كتوثيق حرفة معينة أو موقع معين أو حقبة محددة أو حادثة بعينها ، بالإضافة إلى كتب موسوعية شاملة مثل كتاب الموسوعة الكويتية المختصرة لحمد السعيدان.
وقد أولت الدولة اهتمامات كثيرة بتأسيس المتاحف والبرامج التلفزيونية والإذاعية وطباعة الإصدارات الرسمية وإنشاء مراكز متخصصة مثل مركز الدراسات و البحوث الكويتية والذي أنشئ عام 1992م ، وقد حددت أهدافه على النحو التالي:
1-إعداد البحوث والدراسات المتعلقة بتاريخ دولة الكويت وشؤونها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتراثية وعلاقاتها الإقليمية، ونشر هذه البحوث والدراسات محليا وخارجيا للإفادة من نتائجها علميا وإعلاميا وحضاريا.
2-إنشاء مكتبة متخصصة لجمع الوثائق والكتب والدوريات والبحوث والدراسات والإحصاءات المتعلقة بدولة الكويت في مختلف اللغات حفظها وتنظيمها وفق أحدث الطرق المنهجية.
3- جمع مختلف الوثائق والدراسات المتعلقة بالعدوان العراقي على دولة الكويت من كافة المصادر وحفظها وتناولها بالتحليل والتقصي العلمي الدقيق ونشر النتائج بغرض الكشف عن الحقائق الدامغة لهذا العدوان وما قام به من أساليب القمع والسلب والتدمير والممارسات الوحشية والمغالطات التاريخية والمزاعم الباطلة في تضليل الرأي العام.
4-المتابعة المستمرة لكل ما ينشر ويذاع عن دولة الكويت في مختلف المجالات والعمل على تنوير الرأي العام العربي والعالمي بشأنه على نحو يخدم قضايا دولة الكويت ويعزز الوعي الشعبي بها وذلك باستخدام كافة الوسائل الممكنة ومنها إصدار مجلة علمية تعنى بالشؤون الكويتية وإقامة الندوات والمعارض وسائر النشاطات العلمية والإعلامية ذات العلاقة.
كذلك هناك جهود من جهات خاصة مثل مركز المخطوطات و التراث و الوثائق و الذي أنشئ عام 1981م و يقوم بالأعمال التالية :
1-إبراز فضل التراث الإسلامي والعربي الخالد في تطوير الحضارة الإنسانية ورقيها وسموها.
2-تيسير سبل البحث العلمي والثقافي للباحثين وطلبة العلم بإعداد وتوفير ما يحتاجون إليه من الكتب العلمية والتاريخية والثقافية والتراثية.
3-محاولة المساهمة في جمع ما يمكن جمعه من التراث العلمي والشرعي والعربي ( النسخ الأصلية منه والمصورة ) عن طريق الشراء أو الإهداء والتبادل.
4-التعاون مع المراكز العلمية المعنية العربي منها والأجنبي.
5-ترجمة مجلات البحث العلمي الأجنبي ( التي ساهمت في خدمة التراث الإسلامي والعربي ) إلى العربية ليستفيد منها أصحاب الشأن والاختصاص .
6-العمل والمساهمة في فهرسة خزائن المخطوطات التي لم تفهرس في الدول العربية والإسلامية والأجنبية.
7-إعداد دراسات عن المخطوطات العربية والإسلامية والخزائن التي تحتويها.
8-التركيز في البحث على نوادر المخطوطات التي يظن أنها فقدت وعلى المخطوطات التي لم تطبع.
9-محاولة منع الازدواجية في تحقيق المخطوطات عن طريق إبراز أعمال المحققين في النشرات والمطبوعات التي يصدرها المركز.
10-إصدارمجلة تعنى بأخبار التراث الإسلامي والعربي (مجلة تراثنا) وتغطي الجوانب التي تخدم التراث ودارسيه والمتابعين له.
11-طباعة الوثائق التي تعنى بشؤون الخليج والجزيرة العربية في القديم والحديث.
12-جمع فهارس المخطوطات التي طبعت في القديم والمطبوعة حديثا في مكتبة خاصة بها.
13-إعداد معرض دائم تعرض فيه نماذج من محتويات أقسام المركز لإبراز نشاطه وإصدار نشرات دورية تعريفية بذلك.
خالد طعمة
مؤرخ كويتي