أكدت الملحق الثقافي السابق في واشنطن والأستاذة في كلية التربية الأساسية (مناهج وطرق تدريس) أ.د.عبير الهولي لـ «الأنباء» أهمية أخذ فترة انقطاع تلاميذ المدارس وطلبة الجامعة وكليات ومعاهد الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب عن الدراسة حضورا طوال الفترة السابقة بعين الاعتبار.
وطالبت د.الهولي بإجراء اختبارات لجميع الطلبة لتحديد مستوياتهم الحقيقية، خصوصا في المراحل الدراسية الأولى وذلك للتعرف على قدرات التلاميذ، إذ إن بعضهم في الصف الثالث الابتدائي أو الرابع الابتدائي ولا يعرفون كتابة أسمائهم أو تركيب الكلمات والجمل، بينما هناك زملاء لهم مستواهم متميز واستطاعوا النجاح والتمكن من المعلومات المعطاة لهم بشكل رائع ويستحقون الصف الذي نجحوا أو انتقلوا إليه، وهذا الأمر ينطبق على معظم الطلبة في جميع المراحل ويظهر جليا في المواد المترابطة المعلومات والتي تعتمد على تأسيس التلاميذ بشكل متسلسل، مع إقامة دورات وفصول تقوية لمن يحتاجون منعهم وذلك لتعويض الفاقد التعليمي لديهم، وليتمكنوا من مواكبة زملائهم في تحصيلهم الدراسي.
وأوضحت د.الهولي أنه لكي يزدهر البشر في عصر الآلات الذكية، يجب الا يتنافسوا مع الآلات وأن يكونوا أكثر إنسانية ويجب تعزيز الذكاء العاطفي الاجتماعي والفني والحسي وعقلية النمو والتواصل والنقد وريادة الأعمال، فهذه صفات بشرية مميزة لا تملكها الآلات في عالم الذكاء الاصطناعي، وبالتالي سيبقى الابداع والذكاء الفني والإنساني سلعة مهمة تميزنا عن بعضنا.
وترى د.الهولي وجوب إعادة تنظيم المناهج الدراسية لصنع مستقبل أفضل للوطن ولأبنائنا، محددة خمسة مقترحات تعليمية وتربوية لابد من الأخذ بها من قبل وزارتي التربية والتعليم العالي، وهي: ترجمة المعارف والمفاهيم والنظريات إلى أنشطة وخبرات عملية تطبيقية ليتعلم التلاميذ مهارات القراءة والحساب وبرمجيات الحاسوب وإدارة النفس والوقت والمال والصحة العامة.
الانتقال من الموضوعات المقسمة إلى فصول والتحصيل المعرفي إلى ترابط الموضوعات مع التأكيد على الجوانب الوجدانية والأخلاقية الاجتماعية والفنية الحسية.
كذلك يجب التوجه من التدريس التعليمي إلى مهارات التعلم الذاتي، والبحث عن المعارف والخبرات لحل المشكلات.
والتركيز أيضا على التحول من التعليم الأكاديمي النظري إلى دمج كلا الجانبين من خلال التعليم التطبيقي للمعارف والمهارات والسلوكيات.
الالتفات إلى الجانب الوطني ومراعاة المجتمع وتكوينه، من خلال الانتقال من منهج تعليمي من سن 5-16 سنة كمستهلك منقول عن خبرات لدول أخرى إلى منهج كويتي يؤسس على مبدأ «التعلم مدى الحياة» ومن أجل حياة أفضل حافلة بالإنجازات ليصنع مستقبلا محليا للوطن غير مستورد من الخارج، ليكتب عليه «صنع في الكويت».
وتمنت د.الهولي الأخذ بهذه التوصيات بأسرع وقت، خصوصا أن الأيام تجري بسرعة وكل يوم لا يحصل فيه الأبناء تعليما مناسبا وحقيقيا فإنهم يفقدون الكثير من القدرات والإمكانات الحقيقية الواجب أن يتمتعوا بها ويتم اكتسابها من خلال المدارس بمراحلها المختلفة وحتى في الكليات والمعاهد.
