يواجه سكن جامعي في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، صممه وموّله ملياردير، مشكلة كبيرة بعد أن قدّم مهندس معماري استقالته احتجاجاً عليه، وشبَّه المبنى بـ”تجربة اجتماعية وعلمية” مزعجة، طبقاً لما أوردته صحيفة The Times البريطانية، الإثنين 1 نوفمبر/تشرين الثاني 2021.
هذا السكن، الذي يضم 4500 فراش في جامعة كاليفورنيا بمدينة سانتا باربرا، والذي وصفته الجامعة بالـ”مذهل” من بنات أفكار الملياردير الأمريكي تشارلي منغر (97 عاماً)، الشريك التجاري للمستثمر وارن بافت، يأتي وسط نقص حاد في المساكن الجامعية.
حيث إن المشروع الذي تبلغ تكلفته 1.5 مليار دولار، يواجه أزمة تتمثل في أن 94% من الغرف المخصصة لفرد واحد في المبنى المكون من 11 طابقاً داخلية، لا تحوي نوافذ عادية، وإنما “نوافذ افتراضية”، أو مقبض يمكّن المقيمين من التحكم في مقدار الضوء الاصطناعي الذي يرغبون فيه، لمحاكاة النهار أو الليل.
“لا يمكن دعمه أو تبريره”
على أثر ذلك، أدى هذا التصميم، الذي يُزعم أنه تم تمريره دون موافقة رأي لجنة مراجعة التصاميم بالجامعة (DRC)، إلى استقالة المهندس المعماري دنيس ماكفادين.
ماكفادين كتب في خطاب استقالته: “لما يقرب من 15 عاماً عملت خلالها مهندساً استشارياً في لجنة مراجعة التصاميم، لم يُعرض أي مشروع أمام اللجنة أضخم وربما أكثر تدميراً للحرم الجامعي من مبنى Munger Hall. والمفهوم الذي يقوم عليه المبنى كمكان يعيش فيه الطلاب لا يمكن دعمه أو تبريره من وجهة نظري كمهندس معماري وأب وإنسان”.
كما أضاف أن الكثافة الطلابية في مبنى “منغر هول” ستقترب من الكثافة السكانية في أجزاء من العاصمة البنغالية دكا، التي تُعرف بأنها واحدة من أشد مدن العالم ازدحاماً. وفي حين لا تحوي الغرف نفسها أية نوافذ، فالواجهة الخارجية للمبنى تضم نوافذ تسمح بدخول الضوء الطبيعي إلى المناطق المشتركة.
“إقامة أفضل”
بينما تقول جامعة كاليفورنيا إن مبنى منغر هول، المقرر افتتاحه عام 2025، سيوفر “إقامة أفضل وبأسعار معقولة تتميز بالابتكار والأناقة”.
كذلك وصف الموقع الإخباري Gizmodo هذا المبنى بأنه “فخ الموت”؛ لأن الطلاب يعيشون بداخله “مثل الفئران، ومن غير الواضح كيف يمكن الوصول إلى أي مخارج للطوارئ أو مدى قوة نظام التهوية”.
من جهتها، قالت أندريا إسترادا، المتحدثة باسم الجامعة، لصحيفة The New York Times، إن المبنى يتماشى مع الطريقة التي تُشيِّد بها الجامعة عادةً مشاريع السكن، “بهدف توفير مساكن جامعية بأسعار معقولة تقلل من استهلاك الطاقة”، لافتة إلى أنه سيخفض عدد الطلاب الذين يعيشون خارج الجامعة.
بدوره، تجاهل الملياردير منغر، الذي رهن تبرعه بمبلغ 200 مليون دولار للمشروع بتنفيذ تصميماته، هذه الانتقادات، قائلاً: “لم أندهش -ولو قليلاً- من أن أحدهم نظر إليه وقال: (ماذا يحدث هنا بحق الجحيم؟!)، ما يحدث هنا هو أنه أفضل من أي بديل عملي آخر. هل كان بإمكانك يوماً التحكم في الشمس؟ في هذا السكن يمكنك”، في إشارة إلى مقابض التحكم في الضوء الاصطناعي.
