السفير الهندي: الكويت فتنتني بقيادتها الإنسانية ودورها المؤثر
اعتبر السفير الهندي لدى الكويت سيبي جورج في حديث لـ «الجريدة» أن الهند أرض الكتب والأدب، مبيناً أنه يقضي وقتاً طويلاً في قراءة الكتب السياسية والدبلوماسية والأمن والاقتصاد والتاريخ. وقال جورج في حواره إنه يهوى المطالعة ويعيد قراءة بعض الكتب أكثر من مرة، لافتاً إلى أنه يمتلك أكثر من 2000 كتاب صوتي، يحملها معه في كل مكان تقريباً. وفيما يلي نص الحوار:
يقال إن الكتاب وطن آخر نعيش بين صفحاته رحلة غير مسبوقة، تحملنا إلى عالَم من الأفكار والمعارف بروحية كاتبها وفكره… وليس أفضل من سفراء دول العالم ليخبرونا، من خلال ما راكموه من ثقافة وما قرأوه من كتب، عن أدباء وثقافة بلدانهم، وبلدانٍ أخرى شكلت موطناً رديفاً لهم، خلال حياتهم الدبلوماسية ومهامهم في العالم وقاراته.
«سفير وكتاب»، باب جديد تفتحه «الجريدة»، أمام سفراء معتمدين في الكويت، ليحدثونا عن كتب قرأوها لأدباء وكتّاب من مواطنيهم ومن جنسيات مختلفة، تركت أثراً في نفوسهم، وشكّل بعضها نواة لفكرهم السياسي وثقافاتهم المتراكمة والغنية بثقافات مجتمعات عايشوها وتعايشوا في كنفها.
لقاءات نبحر من خلالها في رحلات ثقافية أدبية حول العالم، كل واحدة منها مع أحد السفراء لدى البلاد، لننهل من الكتب التي قرأوها فضاءات ثقافية جديدة، ونغوص في زواياها وحروفها وأثرها في تكوين رؤيتهم السياسية والاجتماعية والعلمية والأدبية.
• كيف علاقتك بعالم الكتاب؟
– بوصفي دبلوماسياً محترفاً وطالباً دَرَسَ العلاقات الدولية، فانني أقضي وقتاً طويلاً في قراءة الكتب السياسية والدبلوماسية والأمن والاقتصاد والتاريخ، ورغم أنني من محبي كتب الخيال، فإنني لا أجد الوقت الكافي لمطالعة العديد من الروايات والكتب القصصية التي أحب اعادة قراءتها.
ولكن عندما يتعلّق الأمر بكتب الدبلوماسية والسياسة أو الاقتصاد والجغرافيا السياسية، فإنني من أول من يشتريها، سواء نُشرت في نيودلهي أو في نيويورك. وبفضل العولمة، بات من السهل الحصول على أي كتاب من أي مكان في العالم في غضون أيام قليلة من نشره، وإن لم أتمكن من الحصول على نسخة مطبوعة، فعلى الأقل يمكن تحصيل نسخة إلكترونية، وأنا أقرأ العديد من الروايات السياسية المنشورة في الهند والولايات المتحدة.
• أيهما أقرب إليك: النسخة الورقية أم الإلكترونية؟
– بصفتي دائم التنقل بحكم مهنتي، فانني أقضي وقتاً طويلاً خارج «منطقة الراحة» أي في مكتبي ومنزلي، وفي الحقيقة أعتقد أن نجاح الدبلوماسي يعتمد على الوقت الذي يقضيه خارج المكتب منه في الداخل، فالذهاب والتعرف على الناس هو شعاري، لذا فإن وقت القراءة أقل نسبياً، ومع ذلك، تمكنت من معالجة هذا الموقف، وبات لدي مجموعة من أكثر من ألفي كتاب صوتي، أصبحت جزءاً لا يتجزأ مني، ومعظمها من القصص الخيالية التي أحملها معي في كل مكان تقريباً.
• ما الكتاب الذي تعود إليه بين حين وآخر؟
– ليس كتاباً واحدا، فقد أعدت قراءة عدد قليل من تلك الكتب مرات عدة، وبصفتي دبلوماسياً هندياً، فإن اثنين من الكتب الحديثة التي أبهرتني هي «طريقة الهند: استراتيجيات لعالم غير مؤكد» بقلم وزير خارجيتنا الحالي الدكتور س. جايشانكار، و»كيف ترى الهند العالم: كاوتيليا إلى القرن الحادي والعشرين» لوزير الخارجية الهندي السابق شيام ساران. لقد قرأت هذين الكتابين مرات عدة، والكتابان الآخران اللذان قرأتهما أكثر من مرّة أيضاً، هما «العالم مستوٍ: موجز تاريخ القرن الحادي والعشرين» من تأليف توماس فريدمان، و»البجعة السوداء: تداعيات الأحداث غير المتوقعة» وهو الكتاب الشهير والأكثر مبيعا عام 2007، بقلم نسيم نيكولاس طالب.
• أخبرنا عن أدباء الهند وأشهر ما ألفوه من كتب.
-الهند أرض الكتب والأدب، بدأت قصة الأدب الهندي مع الأدب السنسكريتي في العصور القديمة، وتستمر الفيدا وملاحم ماهابهاراتا ورامايانا في إلهام الملايين بعد سنين من كتابتها.
جنبا إلى جنب مع الأدب الكلاسيكي السنسكريتي في الهند، ازدهر الأدب الآخر العميق بنفس القدر مثل أدب التاميل سانجام ولغات هندية متعددة مثل الهندية والتاميلية والكانادا والتيلوجو والمالايالامية والماراثية والغوجاراتية والبنغالية والبنجابية والأودية والأسامية والكشميرية والميثالية، والأردية، فقائمة اللغات الهندية ذات الأدب الغني طويلة جداً.
في الهند، لدينا أيضاً أدب إنكليزي ثري، وثمّة العديد من الأعمال غير الخيالية اليوم، وهناك أعمال سياسية واقتصادية، مكتوبة باللغة الإنكليزية، ولا تزال عدة كتب عن النضال من أجل الحرية في الهند بقيادة المهاتما غاندي تلهم الملايين من الهنود ومختلف الناس حول العالم، وربما يكون كتابه «تجاربي مع الحقيقة» هو أكثر الكتب مبيعاً حتى اليوم، إنه يوضح مدى ملاءمة مبادئ وتعاليم غاندي في العالم الحديث.
• ماذا عن أدب الرحلة وهل أنت من محبيه؟
-اليوم، كل واحد منا مسافر، وبحكم وظيفتي، كنت دائماً في حالة تنقل، فمن الطبيعي أن أكون معجباً بأدب السفر، ولطالما كانت الهند كأرض ذات ثقافات متنوعة وجهة للسفر من جميع أنحاء العالم، فهناك الكثير من الكتب التي كتبها مسافرون حول العالم عن الهند.
تصل العديد من جوانب الحياة الثقافية للهند وروحها الحضارية الغنية إلى أجزاء أخرى من العالم من خلال أدبيات السفر، في الواقع، عندما يكون المرء في الكويت، يتم تذكيره بأهمية أدب السفر، إنها قصة رائعة أن نسمع كيف أبحر العديد من الأجداد الكويتيين العظماء عبر بحر العرب للقيام بأعمال تجارية مع الهند.
• إذا أردت أن تكتب عن الكويت… فماذا تقول أو ما الذي يسترعي انتباهك فيها؟
-بصفتي دبلوماسياً هندياً متخصصاً في هذا الجزء من العالم، فان الكويت فتنتني، هذه المنطقة هي منطقة مهمة جداً للهند، ولا يوجد في أي جزء آخر من العالم الكثير من الهنود الذين يعيشون معاً خارج الهند، مثل الموجودين في الكويت.
عندما سأكتب عن الكويت، هناك جانبان مهمان سيكونان أبرز ما سأذكره: كيف برزت الكويت كلاعب مؤثر جداً في المنطقة، وظهورها كقائدة إنسانية ولاعب سياسي مؤثر ليس فقط في دول مجلس التعاون الخليجي ولكن في المنطقة وخارجها، وبالتوازي فإن حياة ومساهمات المجتمع الهندي النابض بالحياة في الكويت مهمة وكبيرة.
عندما يقوم كل من الهنود العاملين في الكويت، بأداء وظيفتهم الموكلة إليهم بتفان وإخلاص وصدق، فإنهم يكسبون الاحترام لأنفسهم وللهند، يسعدني أن كلاً من المسؤولين والمواطنين الكويتيين الذين التقيت بهم خلال الأشهر القليلة الماضية، تحدّثوا بصوت مرتفع وبإجماع عن صفات مجتمعنا الدؤوب والمحبة للسلام والالتزام بالقانون، مثل هذه التعليقات تجعلنا فخورين جداً بمجتمعنا، هذه قصة أحب أن أرويها كل يوم.