وتقدر قيمة القطع المستردة مجتمعة بمئات الآلاف بالدولار الأميركي، ويعود الفضل في استرداد القطع الأثرية المسروقة للجهود التي بذلتها وحدة الإتجار بالآثار التابعة لمكتب المدعي العام في مانهاتن.

وأشار السفير العراقي خلال مراسيم الاستلام إلى أن: “هذه القطع هي جزء من تاريخ وتراث الشعب العراقي وبالتالي تنتمي إلى العراق، وسيتم عرضها في المتاحف العامة أمام أبناء الشعب العراقي لتزيد من تقديرهم لتاريخهم وثقافتهم”. لافتا إلى أن هذه المبادرة، مثال آخر على تعزيز التعاون الطويل الأمد والصداقة بين الولايات المتحدة والعراق.

ومن القطع الأثرية التي تم استردادها، حسب وزارة الخارجية العراقية، لوحة عاجية يعود تاريخها لما بين (701-800 قبل الميلاد)، وهي تصور أبو الهول المجنح برأس بشري والذي كان يستخدم في تزيين الأثاث الملكي فترة الملك سرجون الأول (721-725 قبل الميلاد) في نمرود، شمال العراق.

وتبلغ قيمة اللوحة العاجية حوالي 450 ألف دولار، وقد نهبت خلال عقد التسعينات في أعقاب عملية عاصفة الصحراء، وظهرت القطعة لأول مرة في سوق الفن الدولي في عام 1994.

القطعة الثانية التي تم استردادها هي وعاء به زهرة صدفية، تبلغ قيمتها 200 ألف دولار، نهبت من نمرود، ويعود تاريخها للعصر الآشوري الحديث (911-612 قبل الميلاد)، قبل أن يتم الإتجار بها من قبل تنظيم داعش الإرهابي، وقد ظهر الوعاء الذهبي في سوق الفن الدولي لأول مرة في عام 2019.

تشمل القطع الأثرية الأخرى مجموعة من المخطوطات المندائية بقيمة 8,500.00 دولار وعلبتان أسطوانيتان تبلغ قيمة الواحدة  15,000.00 دولار.

متحف جديد بالعراق يعرض آثارا نهبها تنظيم داعش الإرهابي

وحول أهمية عودة هذه القطع الأثرية لبلاد الرافدين، يقول الناقد والباحث العراقي، بختيار سعد، في حوار مع سكاي نيوز عربية :”تتالي عمليات استعادة آثار نفيسة كهذه خلال مدة زمنية قصيرة، كانت قد سرقت من العراق خلال العقود الماضية، بفعل اضطراب الأوضاع الداخلية بالبلاد وما مرت به من ظروف استثنائية عصيبة، هو بارقة أمل للارتقاء بالواقع الثقافي والآثاري في بلاد تسبح على بحار من كنوز ودرر حضارية وأوابد تاريخية تعكس عمق حضارة بلاد ما بين النهرين”.

ويضيف :”وهذا يسجل للسلطات العراقية كما ويسجل للدول المتعاونة مع العراق في سبيل استرجاع آثاره المسروقة، كما فعلت الولايات المتحدة مشكورة، حيث أن الحرص على استعادة هذه القطع والكنوز الأثرية التي لا تقدر بثمن مادي، هو إشارة على الاعتداد والافتخار بعراقة حضارة وادي الرافدين، والحرص على رموزها ونتاجاتها المتجسدة في آثاره وتراثه”.

وكان العراق في أكبر عملية استرداد لآثار وكنوز ثقافية عراقية مهربة، قد أعلن استرجاع نحو 17 ألف قطعة أثرية نفيسة من الولايات المتحدة الأميركية، والتي كانت محملة في نفس الطائرة، التي أقلت رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، من العاصمة الأميركية واشنطن، بعد زيارة لها في نهاية شهر يوليو المنصرم.