مع مطلع العام الجديد، عادت محاولات تهريب المخدرات والتسلل من سوريا إلى الأردن للواجهة من جديد مع مقتل عسكريين اثنين في الجيش الأردني وإصابة آخرين في اشتباك مع المهربين على الحدود قبل أيام.

الاشتباك مع المهربين وإحباط دخول المخدرات إلى الأردن ليس جديداً، كما يؤكد مصدر أمني في حديثه لـ24، لكن الأمر المختلف هو الشراسة التي بدأت تبديها عصابات التهريب في الفترة الأخيرة.

وقال المصدر :”نخوض حرباً يومية مع عصابات تهريب المخدرات التي تنشط على الجانب الآخر من الحدود، منذ بدء الأزمة السورية عام 2011″.

وأوضح أن المهربين باتوا يطورون من أساليبهم لمحاولة إدخال المخدرات إلى الأردن، بعد أن كانوا يستخدمون الحيوانات (البغال والحمير) والسيارات ذات الدفع الرباعي، إلى محاولة استخدام طائرات مسيرة (درون) في تهريب بعض أنواع المخدرات باهظة الثمن كالهروين.
وكانت عمان تأمل وضع حد لمحاولات تهريب المخدرات مع تحسن علاقاتها بدمشق أخيراً، إلا أن الجيش السوري ليس قادراً على فرض الأمن على الحدود حتى الآن.

وسبق أن وجهت عمان أصابع الاتهام مباشرة إلى حزب الله وميليشيات إيران بالوقوف وراء تهريب المخدرات.

وتعد محافظة السويداء السورية القريب من الحدود الأردنية المركز الرئيسي لانطلاق عمليات التهريب نحو الأردن.

وفي السياق، يؤكد الناشط في محافظة السويداء عمر آل حاتم، أن المحافظة باتت مخزنا للمخدرات خاصة الكباتغون والحشيش الخاص بحزب الله اللبناني.

ويقول الناشط إن المخدرات تأتي إلى السويداء من بعلبك اللبنانية عبر شبكات مرتبطة بحزب الله اللبناني ليتم بيع جزء منها للمجتمع المحلي ومحاولة تهريب الجزء الآخر إلى الدول العربية عبر محاولة ادخالها إلى الأردن.

ويؤكد ناشط آخر في السويداء يدعى نزار بو علي، أن الجميع في جنوب سوريا يعلمون أن حزب الله وإيران وراء هذه المخدرات.

ويتوقع بو علي أن تشتد عمليات تهريب خلال الأيام المقبلة، لأن حزب الله يرى في الأجواء الشتوية فرصة مواتية لتهريب المخدرات مستغلاً ضعف الرؤية بسبب الغبار والضباب.

ويرى المحلل السياسي الأردني عامر ملحم، أن حزب الله اللبناني بات يعتمد على المخدرات باعتبارها تدر دخلاً كبيراً عليه في ظل ضعف التمويل المتأثر بالعقوبات الغربية التي فرضت على نظام الملالي.

ويعتقد ملحم أن حزب الله وطهران من خلفه يستخدمون المخدرات أيضاً لابتزاز الدول العربية ومحاولة إغراقها في مشاكل أمنية داخلية، مشيراً إلى أن الأردن قادر على مواجهة هذه العصابات ودحرها، إذا حصل على دعم عربي ودولي.

وأحبط الأردن العام الماضي نحو 400 عملية تهريب مخدرات وفقاً لمصادر.

ويبلغ طول الحدود الأردنية السورية نحو 375 كم مترا تنتشر على جانبها الآخر الكثير من الميليشيات المسلحة والإرهابية وهو ما يزيد الضغط على الجانب الأردني.