الزخم اللافت في تفعيل عودة الديبلوماسية الخليجية إلى لبنان ضاعف من ارتياح اللبنانيين المتفق على وصفهم بالوطنيين أو السياديين، لكونها من المؤشرات الدالة على جدية التعاطي الخليجي المستجد مع لبنان، منذ قرر مجلس التعاون الموافقة على الإجابة اللبنانية الرسمية عن المبادرة الكويتية ـ الخليجية.
وإلى زيارة سفير الكويت عميد السلك الديبلوماسي العربي في بيروت عبدالعال القناعي إلى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بعيد وصوله إلى بيروت، كانت مأدبة الإفطار التي أقامها السفير السعودي وليد البخاري للرئيس ميقاتي ولرؤساء الجمهورية والحكومات السابقين غروب أمس الاثنين، وهي المأدبة الثانية بعد المأدبة التي أقامها تكريما لمفتي لبنان الشيخ عبداللطيف دريان ومفتيي المحافظات والتي تلتها زيارة صباحية قام بها السفير البخاري إلى دار الفتوى أمس ثم إلى دار المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، حيث استقبله نائب رئيس المجلس الشيخ علي الخطيب وأركان المجلس ومن هناك انتقل إلى دار الطائفة الدرزية. وهنأ أبي المنى السفير البخاري «بعودته إلى لبنان ومتابعة نشاطه الديبلوماسي في سبيل تعزيز علاقات الصداقة بين البلدين وتوطيد الروابط الأخوية العريقة بين طائفة الموحدين الدروز والمملكة العربية السعودية على مر التاريخ»، محملا إياه التحيات إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والتقدير البالغ للمملكة التي وقفت دائما إلى جانب لبنان إبان المحن والمراحل الصعبة العديدة التي مر بها.
وبعد استكمال لقاءاته مع المرجعيات الدينية الإسلامية، المتصلة بمناسبة شهر رمضان، سيتحرك البخاري اعتبارا من اليوم الثلاثاء على الخط السياسي بزيارة الرؤساء السابقين الذين لبوا دعوته للإفطار، إلى جانب الشخصيات اللبنانية المنسجمة الأداء، مع المناخ العربي السائد، حيث يزور الرئيس ميقاتي في السراي، والرئيس فؤاد السنيورة الذي يقود الحراك الانتخابي بوجه المقاطعين والممانعين، والرئيس تمام سلام.
وسيزور سفير الكويت عبدالعال سليمان القناعي المفتي دريان اليوم الثلاثاء، وتزامن هذا الحراك مع وصول سفير قطر الجديد ابراهيم السملاوي إلى البلاد أيضا.
وواضح أن في طليعة اهتمامات الحراك الديبلوماسي العربي الناشط في لبنان الآن الحرص على إجراء الانتخابات النيابية في موعدها.
العملية الانتخابية جرى بحثها بين حزب الكتائب ورئيس البعثة الأوروبية لمراقبة الانتخابات النائب في البرلمان الأوروبي جورج يهورديني في بيت الكتائب المركزي في بيروت، حيث نوقشت العراقيل التي تعترض اقتراع المغتربين اللبنانيين في الخارج، لاسيما لجهة عدم قدرة الدولة على تأمين الأموال اللازمة لنقل الصناديق إلى مراكز الاقتراع وعدم قدرة المندوبين على مراقبة الصناديق، عند الانتهاء من عملية الاقتراع في الفترة الفاصلة بين تصويت المغتربين وتصويت الناخبين في الداخل وصولا إلى فتح الصناديق في 15 مايو.
وتابع: إذا لم تحصل الانتخابات ومع عدم إمكانية التمديد للمجلس فإننا سنذهب إلى الفراغ حيث لا مجلس نواب ولا حكومة ولا انتخابات رئاسية وبالتالي انهيار تام للبلد.
السفير البريطاني في بيروت ايان كولارد اعتبر في لقاء صحافي أن من الأهمية بمكان، وضع برنامج اصلاحي، لأنه السبيل الوحيد لحل أزمات لبنان المتفاقمة، لاسيما المرتبطة بالقطاعات المصرفية والمالية والمعيشية، مؤكدا على أهمية إجراء الانتخابات النيابية والرئاسية في موعدها، مشيرا إلى أن سياسة بلاده تمنع التواصل مع حزب الله، حتى لو فاز بالأكثرية النيابية.
سياسيا، اتفق فريقا «المردة» و«التيار الحر»، على اعتبار لقاء سليمان فرنجية وجبران باسيل على مائدة افطار الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، بمنزلة كسر للجليد بين الطرفين، وأنه لا التزامات من احدهما حيال الآخر، وأن التحضير جار للقاء «غسل القلوب».
وقال تعليق للتيار الحر: لا تحالفات في الانتخابات بل تخفيف من حدة المواجهات، ولا أحاديث عن أي انتخابات أخرى لا في رئاسة الجمهورية، ولا في رئاسة المجلس، التي لم يصوت باسيل فيها للرئيس نبيه بري سابقا، ولا يرى موجبا للتصويت له لاحقا، على ما أعلن باسيل في حوار تلفزيوني، وقد شرح طبيعة التحالفات الحالية، من حيث الحفاظ على المقاعد المسيحية للمسيحيين بأصواتهم والحاجة المشتركة للوائح المشتركة، من دون ان تعني اننا سائرون على نفس الخط أو اننا سنلتقي بعد 15 مايو بالسياسة.
