رأى متخصصون في مجال الصحة العامة ان الصائم يجني فوائد متعددة لصحته النفسية، بعد أن يحصد الثمار المباشرة لأعضاء جسده، عبر تنمية الشخصية، والتدريب على تحمل المسؤولية والتحكم في الغرائز والرغبات، وتقوية الإرادة والإيمان.
وأكد المتخصصون أن الصوم يجعل الإنسان في حالة اطمئنان وراحة وتصالح مع الذات والآخر. وخلال الصوم تزول المشاعر السلبية، كالطمع والحقد والأنانية، ويبتعد الإنسان عن العادات السيئة، مثل المشاحنات والكذب والتنمر.
وفيما يتعود الصائم على الصبر، وتهذيب النفس، يستشعر ضعفه البشري بسبب الامتناع عن الطعام والشراب، فلا يغتر بقوته، وتتطهر نفسه من التجبر والعلو في الدنيا، ويتخلص من عقدة علو المفسدة للنفس البشرية.
فلترة الجسم من السموم وحماية القلب من النوبات
عددت عضو جمعية القلب الكويتية الدكتورة هند الشومر، فوائد الصيام لجسم الإنسان، أبرزها:
1 – تجديد الخلايا، وزيادة عملية التمثيل الغذائي.
2 – تنشيط الجهاز الهضمي، والمساعدة على عمله بشكل أفضل، والحماية من الأمراض التي من الممكن أن تصيبه.
3 – أثناء الصيام يتم إنتاج البروتينات، ما يساعد على تنشيط الخلايا العصبية بالدماغ.
4 – الصيام من الأوقات الفعالة لإنقاص الوزن، بشرط عدم الافراط في تناول الطعام بعد الافطار، وتناول الأطعمة قليلة الدهون، والإكثار من تناول الماء بين وجبتي الافطار والسحور.
5 – تقليل الإصابات بالنوبات القلبية، حيث يؤدي إلى انخفاض مستوى الهوموسيستين، والذي يعتبر السبب الرئيسي لحدوثها.
6 – يساعد على التخلص من سموم الجسم، وعلى تنظيف القولون والامعاء من السموم.
7 – يحمي من الإصابة بفشل القلب، ويقلل الأمراض القلبية الناتجة عن ارتفاع ضغط الدم، ويساعد على تحسين ضربات القلب.
الصوم ليس سبباً للسلوك العصبي
هل ثمة علاقة مباشرة بين الصوم والسلوك العصبي المتعكر؟
الجواب للبعض الذين تبدأ عصبيتهم في النهار بحجة الصيام: ذلك غير صحيح.
فالصوم ليس السبب في السلوك العصبي، إنما هم يجدون فيه العذر والمبرر، معتقدين أن المجتمع سيتحمل سوء خلقهم ويغفر لهم ما يفعلون، لأنهم صائمون، وكأنهم يصومون للآخرين وليس لله سبحانه.
إدمان التبغ والكافيين
هناك أسباب أخرى للعصبية أثناء النهار، فالمدخنون مدمنون على التبغ وعند انقطاعهم عن التدخين أثناء الصيام، يبدأ الجسم بأعراض الحرمان من التبغ، نظراً لاعتياد الخلايا الدماغية عليه، ما يجعلهم يشعرون بالعصبية وسرعة الغضب والصداع وضعف الذاكرة والتركيز واضطراب النوم، وكذلك بالنسبة لإدمان المنبهات التي تحتوي على الكافيين، مثل الشاي والقهوة، وبعض المشروبات الغازية.
المزاج والتكاسل
من أسباب انخفاض المزاج والتكاسل أثناء العمل لدى البعض، أنهم يقضون الليل في السمر والأكل والشرب، وبذلك لا يأخذون قسطاً كافياً من النوم، ما يجعلهم يذهبون للعمل مرهقين. فالنوم نعمة من نعم الله علينا، ويجب النوم ليلاً بضع ساعات، حيث إن هرمونات النمو وترميم الجسم تنشط ليلاً.
رخصة لعدم الصيام
قد يتعكر مزاج بعض الصائمين بسبب القلق النفسي لديهم، والخوف من الامتناع عن الطعام والشراب، خصوصاً لمن أعطاه الله الرخصة لعدم الصيام، بسبب المرض أو الألم أو تعاطي بعض الأدوية العلاجية، ومن الأفضل أخذ هذه الرخص حتى لا يؤثر الصيام على صحتهم.
تحسين الوظائف الإدراكية
هناك أيضاً فوائد للدماغ من الصيام، خصوصاً إن كان الصائم عرضة لاضطرابات عصبية، مثل ألزهايمر والشلل الرعاش، إذ إن الصيام يحسن الوظائف الإدراكية، ويساعد على تقوية الذاكرة والتعلم بشكل أسرع.
وصية النبي للشباب
أوصى الرسول (صلى الله عليه وسلم) الشباب بالزواج لمن يجد الباءة، ولكن من لا يستطيع فقد أوصاه بالصيام.
وجاء في تفسير ذلك، أن الجوع والعطش يرهقان الجسد، فلذلك تقل الرغبة الجنسية أثناء الصيام، لكنها تعود إلى طبيعتها بعد الإفطار، والصيام يقضي على الانشغال الوسواسي بالجنس، من دون القضاء على الرغبة الجنسية نفسها.
ويقرب الصيام البشر إلى التقوى، فيكظم الصائم غيظه، ويعفو عن الآخرين.
